عَنْهُم اللطائف والنكت كتب عَنهُ مُحَمَّد)
بن عبد الْملك بن الهمذاني صَاحب التَّارِيخ وَغَيره حكايات توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
٣ - (المعمم الْمُقْرِئ)
أَحْمد بن عَليّ بن هِلَال بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن صَالح بن مُحَمَّد بن دعبل بن عَليّ الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر أَبُو الْفتُوح الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالمعمم البغداذي كَانَ شَيخا فَاضلا من قدماء قراء الدِّيوَان وَكَانَ يُغني فِي صباه مَعَ مظفر التوثي وَله معرفَة بالألحان صنف تلقيح الأفهام فِي معرفَة أسرار صور الأقلام وَله شعر
(يَا من إِذا مَا غَابَ عَن ... عَيْني فقلبي مَعَه)
صل مدنفا حسن رضاك فِيك قد أطمعه
(صَاح بِهِ حادي النَّوَى ... فارتاع إِذْ أسمعهُ)
(شَمل المنى مبددٌ ... هَل لَك أَن تجمعه)
قَالَ أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَام وَقَالَ لي أَيهَا الغافل لَا يغررك ذَا الْعُمر الْقصير قَالَ فاسيتقظت وأتمته بِقَوْلِي
(واغتنم مَا فَاتَ مِنْهُ ... فَإلَى اللَّحْد الْمصير)
وَأعد الزَّاد للرحلة قد آن الْمسير أوما أنذرك الشيب وَقد لَاحَ القتير توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة
٣ - (البتي)
أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْحسن البتي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْمُشَدّدَة وَبعدهَا يَاء النّسَب الْكَاتِب كَانَ يكْتب للقادر بِاللَّه لما أَقَامَ بالبطحية وَلما وصلته الْبيعَة كتب عَنهُ إِلَى بهاء الدولة
كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ تالياً مليح المذاكرة بالأخبار والآداب عَجِيب النادرة ظريف المجون وَكَانَ فِي بَدْء أمره يلبس الطيلسان وَقَرَأَ الْقُرْآن على زيد بن أبي بِلَال وَكَانَ غَايَة فِي جمع خلال الْآدَاب يتَعَلَّق بصدور وافرة من فنون الْعلم وَيكْتب خطا جيدا ويترسل وينظم الشّعْر ثمَّ لبس الدراعة وَلبس ملابس الْكتاب الأقدمين من الْخُفَّيْنِ والمبطنة ويتعمم الْعمة الثغرية وَإِن لبس)
لالجة لم تكن إِلَّا مريدية وَلَا يتَعَرَّض لحلق شعره وَكَانَ شكله وَلَفظه وَمَا يُورِدهُ من النَّوَادِر يَدْعُو إِلَى مكاثرته وَلم يكن لأحد من الرؤساء مَسَرَّة تتمّ وَلَا أنس يكمل إِلَّا بِحُضُورِهِ فَكَانُوا يتداولونه ونادم الوزراء حَتَّى انْتهى إِلَى منادمة فَخر الْملك فأعجب بِهِ غَايَة الْإِعْجَاب