(بلوت هَذَا النَّاس مَا فيهم ... من وَاحِد لأحد حَامِد)
(حَتَّى كَأَن النَّاس قد أفرغوا ... كلهم فِي قالب وَاحِد)
قَالَ الْقَاسِم بن الْمُعْتَمِر الزُّهْرِيّ كنت أَسِير مَعَ يحيى بن خَالِد وَهُوَ بَين ابنيه الْفضل وجعفر)
فَإِذا أَبُو الينبغي وَاقِف على الطَّرِيق فَنَادَى يَا زهري يَا زهري قَالَ فاستشرفت إِلَيْهِ فَقَالَ المتقارب
(صَحِبت البرامك عشرا وَلَاء ... وبيتي كِرَاء وخبزي شِرَاء)
فَسَمعهُ يحيى فَالْتَفت إِلَى الْفضل وجعفر فَقَالَ أُفٍّ لهَذَا الْفِعْل أَبُو الينبغي يُحَاسب فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَنِي أَبُو الينبغي فَقلت وَيحك مَا هَذَا الَّذِي عرضت لَهُ نَفسك بالْأَمْس فَقَالَ اسْكُتْ مَا هُوَ وَالله إِلَّا أَن صرت إِلَى الْبَيْت حَتَّى جَاءَتْنِي من الْفضل بدرة وَمن جَعْفَر بدرة ووهبني كل وَاحِد مِنْهُمَا دَارا وأجرى إِلَيّ من مطبخه مَا يَكْفِينِي ٥٩٥٣
٣ - (أَبُو الْفضل ابْن حمدون)
الْعَبَّاس بن أبي العبيس بن حمدون أَبُو الْفضل النديم من أهل سر من رأى أديب شَاعِر ظريف كتب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن مزِيد الْأَزْهَرِي وَقد دخل إِلَى سر من رأى أبياتا من قَوْله الطَّوِيل
(أَبَا الْفضل يَا من لَيْسَ تحصى فضائله ... وَمن مَا لَهُ فِي الْخلق خلق يعادله)
(أتقبل خلا جَاءَ يتبع وده ... إِلَيْك على علم بأنك قابله)
(يرحل عَنْك الْهم عِنْد حُلُوله ... ويلهيك بالآداب حِين تساجله)
فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ وَمِنْه
(أَتَانَا مقَال أوجب الشُّكْر حامله ... وَدلّ على فضل الَّذِي هُوَ قَائِله)
(وَمكن ودا قبل تَمْكِين رُؤْيَة ... وَمن قبل مَا لاحت بِذَاكَ مخايله)
(سنقبل مَا أهداه من صفو بره ... ونبذل مِنْهُ فَوق مَا هُوَ باذله)
٣ - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب)
الْعَبَّاس بن الْفضل أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب من أهل الْمَدَائِن وَيُقَال اسْمه عبسي بِالْبَاء الْمُوَحدَة كَانَ شَاعِرًا كثير الْعَبَث بالرؤساء وَالْقَوْل فيهم قَالَ فِي الْحسن بن مخلد لما صرف صاعداً عَن كتبة بغا ونقلها بعد فِي أبي الصَّقْر
(الطَّوِيل لأقيك بنفسي سوء عَاقِبَة الدَّهْر ... أَلَسْت ترى صرف الزَّمَان بِمَا يجْرِي)
(يصاب الْفَتى فِي الْيَوْم يَأْمَن نحسه ... وتسعده الْأَيَّام من حَيْثُ لَا يدْرِي)
(وَقد كنت أبْكِي من تحامل صاعد ... وأشكو أموراً كَانَ ضَاقَ بهَا صَدْرِي)
(فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه وتبدلت ... بأيام مَيْمُون النقيبة وَالذكر)
...