ظَنَنْت أَن بِالْمَدِينَةِ مثل ربيعَة الرَّأْي وَقَالَ ربيعَة مثل ذَلِك عَن الزُّهْرِيّ
قَالَ أَحْمد بن صَالح حَدثنَا عَنْبَسَة عَن يُونُس قَالَ شهِدت أَبَا حنيفَة فِي مجْلِس ربيعَة وَكَانَ مجهود أبي حنيفَة أَن يفهم مَا يَقُول ربيعَة
وَقَالَ الْعلم وَسِيلَة إِلَى كل فَضِيلَة وَقيل إِنَّه أنْفق على إخوانه أَرْبَعِينَ ألف دِينَار
قَالَ ابْن معِين مَاتَ ربيعَة بالأنبار كَانَ السفاح جَاءَ بِهِ للْقَضَاء
قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَكَانُوا يتقونه للرأي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة)
وَكَانَ يكثر الْكَلَام وَيَقُول السَّاكِت بَين النَّائِم والأخرس ووقف عَلَيْهِ أَعْرَابِي وَهُوَ يتَكَلَّم فَأطَال الْوُقُوف والإنصات إِلَى كَلَامه
فَظن ربيعَة أَنه أعجبه كَلَامه فَقَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِي مَا البلاغة فَقَالَ الإيجاز مَعَ إِصَابَة الْمَعْنى
فَقَالَ وَمَا العي قَالَ مَا أَنْت فِيهِ مذ الْيَوْم وَقَالَ مَالك بن أنس ذهبت حلاوة الْفِقْه مُنْذُ مَاتَ ربيعَة الرَّأْي
وَحكي عَن أَبِيه أَنه خرج إِلَى خُرَاسَان غازياً وَخلف ربيعَة حملا ثمَّ قدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشْرين سنة فَأتى منزله فَفتح الْبَاب وَخرج ربيعَة وَقَالَ يَا عَدو الله أتهجم عَليّ منزلي فَقَالَ أَبوهُ يَا عَدو الله أَنْت رجل دخلت على حرمتي
فتواثبا فَسمِعت أم ربيعَة صَوت زَوجهَا فعرفته فَخرجت فَعرفت بَينهمَا فاعتنقا وبكيا
وَكَانَ قد خلف عِنْدهَا ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فأنفقتها على ربيعَة حَتَّى تعلم الْعلم فَخرج ربيعَة إِلَى الْمَسْجِد وَجلسَ فِي حلقته وَأَتَاهُ مَالك بن أنس وَالْحسن بن زيد وأشراف أهل الْمَدِينَة وأحدق النَّاس بِهِ فَرَآهُ أَبوهُ فَقَالَ لأمه لقد رَأَيْت ولدك فِي حَالَة مَا رَأَيْت أحدا من أهل الْعلم عَلَيْهَا
قَالَت أَيّمَا أحب إِلَيْك ثَلَاثُونَ ألف دِينَار أَو هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ من الجاه قَالَ لَا وَالله إِلَّا هَذَا
قَالَت فَإِنِّي قد أنفقت المَال كُله عَلَيْهِ فَقَالَ وَالله مَا ضيعته
٣ - (ابْن الهدير)
ربيعَة بن عبد الله بن الهدير ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رُوِيَ عَن طَلْحَة وَعمر بن الْخطاب وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد
٣ - (ربيعَة الرقي الغاوي)
ربيعَة بن ثَابت بن لَجأ بن الْعيزَار بن لَجأ الْأَسدي أَبُو شبانة وَيُقَال أَبُو ثَابت من أهل الرقة شَاعِر كَانَ ضريراً يلقب بالغاوي
أشخصه الْمهْدي إِلَيْهِ فمدحه بعدة قصائد وأثابه عَلَيْهَا ثَوابًا كثيرا
وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس قصيدته الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهَا حسنا وَمِنْهَا من الْكَامِل
(لَو قيل للْعَبَّاس يَا ابْن مُحَمَّد ... قل لَا وَأَنت مخلد مَا قَالَهَا)