(أبقى لنا مِنْهُ الزَّمَان بَقِيَّة ... أثنى عَلَيْهِ بِتَرْكِهَا الْإِسْلَام)
(شرف الْقَضَاء بِعِلْمِهِ وتشرفت ... بِوُجُودِهِ الْأَحْكَام والحكام)
(وَبِه علينا الدَّهْر لما أَن مضى ... مِنْهُ إِمَام قَامَ مِنْهُ إِمَام)
(حسن الزَّمَان بِهِ فألفت جيده ... ماضي الدهور وحنت الأعوام)
(وَلكم عدت من زلَّة وفريضة ... هذي تقال بِهِ وَتلك تُقَام)
(من دوحة شرفت وَكم فرع بهَا ... زاك تَأَخّر عَنهُ وَهُوَ إِمَام)
(من كَانَ فِي حجر الْعُلُوم وطالما ... سبق الكهول تقاه وَهُوَ غُلَام)
(مولَايَ نجم الدّين دَعْوَة من غَدا ... الصَّبْر الْجَمِيل عَلَيْهِ وَهُوَ حرَام)
(طلب عَن أَبِيك فدتك نَفسِي إِنَّه ... ولى وَلم تعلق بِهِ الآثام)
(فلمثل هَذَا كَانَ يتعب نَفسه ... اللَّيْل ذكر وَالنَّهَار صِيَام)
(لكم الكرامات الجليلات الَّتِي ... لَا يَسْتَطِيع جحودها الأقوام)
(فِي وَقت دفن أَبِيك هبت نسمَة ... فِي طيها كلف بِهِ وغرام)
(إِن لم يكن روح الْجنان فقبلها ... مَا طَابَ من لفح الهجير مقَام)
(فَاسْلَمْ وَدم تحيى المآثر والعلى ... مَا ناح فِي فرع الْأَرَاك حمام)
٣ - (ابْن الْإِخْوَة الْكَاتِب)
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْغفار بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْوَزير الصَّقْر إِسْمَاعِيل بن بلبل الشَّيْبَانِيّ البيع أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْغَنَائِم الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن)
الْإِخْوَة سمع مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البشري وَغَيرهم وَكَانَ أحد الْكتاب بالديوان وَكتب خطا مليحاً وَله أدب وَشعر
توفّي سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره الرجز المجزوء
(صد الغزال الأغيد ... فَعَاد طرفِي السهد)
(وَلَيْسَ لي من مسعد ... على الغرام يسْعد)
(وَفِي ضلوعي زفرا ... ت نارها مَا تخمد)
(يَا عاذلي رفقا فَمَا ... مثل الَّذِي بِي تَجِد)