(فَأنْظر لنَفسك قبل سَاعَة زلَّة ... يبْقى عَلَيْك شنارها ولزامها)
(لَا تعرضن لما يخَاف وباله ... إِن الْخلَافَة لَا يرام مرامها)
فَاضْرب نصر عَن رَأْيه وَوجه إِلَى مُحَمَّد بِمَال كثير وَسلَاح وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهَذَا واقلني فَلم يقبل وَقَالَ مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّوِيل
(سنغني بِحَمْد الله عَنْك بعصبة ... يهبون للداعي إِلَى مَنْهَج الْحق)
(ظننا بك الْحسنى فقصرت دونهَا ... فَأَصْبَحت مذموماً وفاز ذَوُو الصدْق)
(وَمَا كل شَيْء سَابق أَو مقصر ... يؤول بِهِ التَّحْصِيل إِلَّا إِلَى الْعرق)
وَدخل الْكُوفَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وخطب النَّاس وَبَايَعُوهُ وَأَعْطَاهُمْ الْأمان فَقَالَ بعض شعراء الْكُوفَة فِيهِ
٣ - (الطَّوِيل ألم تَرَ أَن الله أظهر دينه ... وصلت بَنو الْعَبَّاس خلف بني عَليّ)
فَلَمَّا وصل الْخَبَر بذلك جهز الْحسن بن سهل إِلَيْهِ عسكراً فَكَسرهُ أَبُو السَّرَايَا وَهُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر مُحَمَّد بن ابراهيم وَهُوَ مقدم عسكره ثمَّ جهزه إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى فكبسه أَبُو السَّرَايَا لَيْلًا وَهُوَ ينشد الزاجر
(وَجْهي رُمْحِي والحسام حصني ... وَالرمْح ينبي بالضمير عني)
وَالْيَوْم يَبْدُو مَا أَقُول مني وَمضى ذَلِك الْعَسْكَر الَّذِي نفذ إِلَيْهِ مَا بَين قَتِيل وغريق وَقتل مقدمه ثمَّ رَجَعَ أَبُو السَّرَايَا إِلَى الْكُوفَة ظافراً غانماً فَوجدَ مُحَمَّد بن ابراهيم شَدِيد الْمَرَض فَقَالَ لَهُ أَبُو السَّرَايَا أوصني يَا ابْن رَسُول الله فَقَالَ مُحَمَّد الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله الطيبين أوصيك بتقوى الله فَإِنَّهَا أحصن جنَّة وأمتع عصمَة وَالصَّبْر فَإِنَّهُ أفضل مفزع وَأحمد معول وَأَن تستتم الْغَضَب لِرَبِّك وتدوم على منع دينك وتحسن صُحْبَة من اسْتَجَابَ لَك وتعدل بهم عَن المزالق وَلَا تقدم أَقْدَام متهور وَلَا تضجع تضجيع متهاون وأكفف عَن الْإِسْرَاف فِي الدِّمَاء مَا لم يوهن ذَلِك مِنْك دينا أَو يصدك عَن صَوَاب وأرفق بالضعفاء وأياك والعجلة فَإِن مَعهَا الهلكة وَأعلم أَن نَفسك مَوْصُولَة بدماء آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودمك مختلط بدمائهم فَإِن سلمُوا سلمت وَإِن هَلَكُوا هَلَكت فَكُن على أَن يسلمُوا أحرص مِنْك على أَن يعطبوا وَوقر كَبِيرهمْ وبر صَغِيرهمْ وَأَقْبل رَأْي عالمهم وَاحْتمل إِن كَانَت هفوة)
من جاهلهم يرع الله حَقك واحفظ قرابتهم يحسن الله نصرك وول النَّاس الْخيرَة لأَنْفُسِهِمْ فِي من يقوم مقَامي لَهُم من آل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute