الصَّالح الْمُحدث مُسْند الْعَصْر شهَاب الدّين أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن القَاضِي الْمُحدث رفيع الدّين قَاضِي أبرقوه أبي مُحَمَّد الهمذاني ثمَّ الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي ولد بأبرقوه سنة خمس عشرَة وست مائَة وَحضر سنة سبع عشرَة على عبد السَّلَام السرقولي وَسمع فِي الْخَامِسَة سنة تسع عشرَة من أبي بكر بن سابرو بشيراز وَسمع ببغداذ من الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَابْن صرما وَمُحَمّد بن البيع وأكمل بن أبي زَاهِر وَالْمبَارك بن أبي الْجُود وَصَالح بن كور وَأبي عَليّ بن الجواليقي وعدة وبالموصل من الْحُسَيْن بن باز وبحران من خطيبها الْفَخر ابْن تَيْمِية وبدمشق من ابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن صصرى وبالقدس من الأوفي وبمصر من أبي البركات بن الْجبَاب وَسمع السِّيرَة مِنْهُ وَله مُعْجم كَبِير بتخريج القَاضِي سعد الدّين الْحَنْبَلِيّ حدث عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي والمزي والبرزالي وَفتح الدّين ابْن سيد النَّاس والقاضيان القونوي والأخنائي وَخلق وَعمر وَتفرد ورحل إِلَيْهِ الْخلق وَألْحق الأحفاد بالأجداد وَأكْثر الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ توفّي بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَكَانَ يزْعم أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَأخْبرهُ أَنه يَمُوت بِمَكَّة
٣ - (أَحْمد بن سامان وَالِد الْمُلُوك السامانية)
أَحْمد بن أَسد بن سامان بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير وَالِد الْمُلُوك السامانية أُمَرَاء مَا وَرَاء النَّهر وَهُوَ أَخُو الْأَمِير نوح توفّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين
٣ - (ابْن إِسْرَائِيل الْوَزير)
أَحْمد بن إِسْرَائِيل بن الْحسن الْأَنْبَارِي أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب ولي ديوَان الْخراج للمتوكل والمنتصر ثمَّ تولى الْكِتَابَة للمعتز فِي أَيَّام أَبِيه فَلَمَّا ولي الْكِتَابَة استوزره قَالَ الصولي خلع المعتز عَلَيْهِ للوزارة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أذكى النَّاس لَا يمر بسمعه شَيْء إِلَى حفظه قَالَ كنت فِي الدِّيوَان أَيَّام مُحَمَّد الْأمين وَمَا يدْخل الدِّيوَان أحد اصغر مني وَلَقَد كنت أنسخ الْكتاب فَلَا أفرغ من نسخه حَتَّى أحفظ مَا فِيهِ حرفا حرفا وَكنت رُبمَا امتحنت إِذا فرغت من الْكتاب بِأَن يُؤْخَذ من يَدي فَيُقَال هَات مَا فِيهِ وأسرده من أَوله إِلَى آخِره فَلَا أسقط مِمَّا فِيهِ حرفا وَاحِدًا فعلت هَذَا مَرَّات كَثِيرَة لَا أحصيها قَالَ الجهشياري فِي كِتَابه الوزراء وَمِمَّا)
يعجب من حفظ أَحْمد بن إِسْرَائِيل أَنه كَانَ يكْتب لمُحَمد بن عبد الْملك الزيات على الوزارة فَلَمَّا رفع إِلَيْهِ تَقْدِير المملكة اخْتَصَرَهُ فِي ثلث قرطاس وَكَانَ لَا يُفَارق خفه إِذا دخل على الواثق رَجَاء أَن يجد لقرَاءَته وقتا قَالَ فأنسي حمله يَوْمًا من الْأَيَّام وَسَأَلَهُ الواثق عَنهُ فَخرج يَطْلُبهُ فَلم يجده فَرَأى ابْن إِسْرَائِيل قلقلته فَسَأَلَهُ فَأخْبرهُ فَقَالَ لَا عَلَيْك ودعا بكاتب وَقِرْطَاس ثمَّ أمْلى التَّقْدِير لَا يخرم مِنْهُ حرفا وَدخل بِهِ مُحَمَّد بن عبد الْملك إِلَى الواثق وقرأه عَلَيْهِ ثمَّ أَنه طلب ذَلِك الثُّلُث وقابل بِهِ فَوَجَدَهُ مُوَافقا لَهُ ذكر لَهُ الجهشياري وقائع عدَّة من هَذِه الْمَادَّة وَلم يزل وزيراً للمعتز إِلَى شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ وزارته ثَلَاث سِنِين وَقَتله صَالح بن وصيف لِأَنَّهُ أخرج هُوَ وَأَبُو نوح إِلَى بَاب الْعَامَّة فَضرب كل وَاحِد مِنْهَا خمس مائَة سَوط ضرب