٣ - (الشِّيبانيّ)
خَالِد بن يزِيد بن مزِيد أَبُو يزِيد الشِّيباني الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ الْأَمِير وخَالِد هَذَا من بَيت إمرةٍ ووجاهة وشجاعة وكرم ورئاسة وَقد تقدم ذكر أَخِيه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه يزِيد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ خَالِد قد تولّى الْموصل من جِهَة الْمَأْمُون فوصل إِلَيْهَا وَفِي صحبته أَبُو الشّمقيق الشّاعر فَلَمَّا دخل الْموصل نشب اللِّوَاء الَّذِي لَهُ فِي سقف بِالْمَدِينَةِ فاندقَّ فتطيَّر خَالِد من ذَلِك فأنشده ارتجالاً من الْكَامِل
(مَا كَانَ مندقّ اللّواء لريبةٍ ... تخشى وَلَا سوء يكون معجَّلا)
(لكنَّ هَذَا الرمْح اضعف مَتنه ... صغر الْولَايَة فاستقلَّ الْموصل)
فَبلغ الْمَأْمُون مَا جرى فَكتب إِلَى يزِيد قد زِدْنَا فِي ولايتك بِلَاد ربيعَة كلهَا لكَون رمحك استقلَّ الْموصل ففرح بذلك وأضعف جَائِزَة أبي الشَّمقمق
وَلما اخْتَلَّ أَمر أرمينية فِي أَيَّام الواثق جهَّز إِلَيْهَا خَالِد بن يزِيد فِي جَيش عَظِيم فاعتل فِي الطَّرِيق وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بِمَدِينَة قبل أرمينية وَمن شعره من الطَّوِيل
(وقائلةٍ حزنا عليَّ مَعَ الرَّدى ... وَقد قلت هَاتِي ناوليني سلاحيا)
(لَك الْخَيْر لَا تعجل إِلَى قتل معشرٍ ... فريداً وحيداً وابغ نَفسك ثَانِيًا)
(فَقلت أخي سَيفي ورمحي ناصري ... ودرعي لي حصنٌ ومهري بِلَا عَنَّا)
(ستتلف نَفسِي أَو سأبلغ همَّتي ... فأغني وأقني من أردْت بماليا)
(وتقصر يمنى من أَرَادَ بِي الرّدى ... إِذا أَوْمَأت يَوْمًا إِلَيْهِ شماليا)
(فَلَا الْفقر أضناني وَلَا الْبُخْل عاقني ... ولكنَّ مَالِي ضَاقَ بِي عَن فعاليا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute