(وَهُوَ مستمسكٌ ببيتك يَرْجُو ... رَحْمَة مِنْك مَعَ بُلُوغ الْأَمَانِي)
(فَاغْفِر الْآن ذَنبه واعف عَنهُ ... وَتصدق عَلَيْهِ بالرضوان)
٣ - (أَبُو صَادِق الْمصْرِيّ)
الْحسن بن يحيى بن صباح بن الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو صَادِق الْقرشِي المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الْكَاتِب نشء الْملك
كَانَ عدلا دينا صَالحا سمع من الْفَقِيه عبد الله بن رِفَاعَة وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ آخر أَصْحَابه
كَانَ يبْقى سِتَّة أشهر لَا يشرب المَاء قَالَ ابْن الْحَاجِب قلت لَهُ تركته لِمَعْنى قَالَ لَا أشتهيه
توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بِالْجَبَلِ وَكَانَ قد استوطن دمشق بعد التسعين وَخَمْسمِائة وَشهد بهَا)
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَظُنهُ كَانَ من شُهُود الخزانة وروى عَنهُ الضياء وَابْن خَلِيل والبرزالي وَجَمَاعَة من الْحفاظ والعلامة جمال الدّين بن مَالك النَّحْوِيّ وَغَيرهم
قلت أما كَونه كَانَ لَا يَشْتَهِي المَاء فَهُوَ دَلِيل على أَن كبده كَانَ ريا كثير الرُّطُوبَة بَارِدَة المزاج فَلَا تحْتَاج إِلَى المَاء لِأَن المَاء لَيْسَ لَهُ حظٌ فِي غذَاء الْجَسَد إِنَّمَا هُوَ لبذرقة الطَّعَام
وَلابْن مندويه الطَّبِيب وَغَيره رِسَالَة فِي أَن المَاء لَا يغذو وَقد رَأَيْت الْأَمِير فَخر الدّين بن الشَّمْس لُؤْلُؤ يبْقى أَرْبَعَة أَيَّام وَخَمْسَة أَيَّام لَا يشرب المَاء وَإِن شربه فَيكون قَلِيلا إِلَى الْغَايَة بعد الْخَمْسَة أَيَّام
٣ - (سني الدولة الْكَاتِب ابْن الْخياط)
الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد الْخياط هُوَ سني الدولة أَبُو مُحَمَّد وَهُوَ ابْن أخي الشَّاعِر الدِّمَشْقِي
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لقِيت وَلَده واستنشدته من شعر وَالِده فَذكر أَن يَده فِي النّظم قَصِيرَة ودرر فضائله عِنْده كَثِيرَة وَكتب لي من نثر وَالِده فصلٌ فِي جَوَاب مهزوم وصل كِتَابه فَأَما سَلَامَته فَلم نستبعدها وَلَا تعجبنا مِنْهَا إِذْ لم يقتحم الْحَرْب وَلَا بَاشر الطعْن وَالضَّرْب وَلَا لبث فِي حومتها إِلَّا بِقدر مَا شَاهد المنايا الْحمر والسود ورجالاً يفترسون الْأسود حَتَّى عاذ بالفرار وطار بِهِ الْخَوْف كل مطار وتجلل ملابس الخزي والعار وَأسلم من كَانَ مَعَه لأيدي الحتوف وأنياب الصروف وظبى السيوف وَأما دَلِيل الْوَعْد والتهديد فَإنَّا أَحَق بِأَن نطول ونصول ونوعد بالإقدام والوصول وَلكم بَين من منحه الله عقائل النَّصْر وصفاياه وخصائصه ومزاياه وَبَين من