وتقدمة ألف فِي أول دولة المظفر وَعمر فِي الْأَيَّام الصالحية الخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا برا بَاب المحروق ظَاهر الْقَاهِرَة وَهِي مليحة إِلَى الْغَايَة وَعمر الدَّار الَّتِي وَلما كَانَ فِي وَاقعَة الْحِجَازِي وآقسنقر وَأُولَئِكَ الْأُمَرَاء وإمساكهم رمى هُوَ سَيْفه بِنَفسِهِ وَبَقِي بِلَا سيف بعض يَوْم ثمَّ إِن السُّلْطَان أعطَاهُ سَيْفه وَاسْتمرّ بِهِ فِي الْوَظِيفَة على عَادَته ثمَّ لما كَانَ بعد شهر أخرج هُوَ والأمير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين الْوَزير والأمير سيف الدّين بيدمر البدري إِلَى الشَّام على هجن ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين منجك لحقهم فِي غَزَّة وَقضى الله تَعَالَى فيهم أمره رَحِمهم الله تَعَالَى وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة فِي أَوَائِله سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
[الألقاب]
الطغرائي صَاحب لامية الْعَجم اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد)
[طغتكين]
٣ - (سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن)
طغتكين بن أَيُّوب بن شاحذي بن مَرْوَان سيف الْإِسْلَام أَبُو الفوارس المنعوت بِالْملكِ الْعَزِيز ظهير الدّين أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف لما ملك صَلَاح الدّين الديار المصرية وسير أَخَاهُ توران شاه إِلَى بِلَاد الْيمن فملكها سير إِلَيْهَا بعده سيف الْإِسْلَام هَذَا سنة سبع ومسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شجاعاً كَرِيمًا حسن السياسة مَقْصُودا من الْبِلَاد الشاسعة لإحسانه وبره وَدخل إِلَيْهِ شرف الدّين ابْن عنين ومدحه بغر القصائد فأجزل صلَاته واكتسب من جِهَته مَالا وافراً وَخرج بِهِ من الْيمن فَلَمَّا صَار إِلَى الديار المصرية وسلطانها يَوْمئِذٍ الْعَزِيز عُثْمَان ابْن صَلَاح الدّين ألزمهُ ديوَان الزَّكَاة بِدفع الزَّكَاة من المتاجر الَّتِي وصلت مَعَه من الْيمن فَقَالَ
(مَا كل من يتسمى بالعزيز لَهَا ... أهل وَلَا كل برق سحبه غدقه)