للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فَللَّه علينا من رأى مثله فَتى ... أعف وأكفى فِي الْأُمُور وأصبرا)

(إِذا أشرعت فِيهِ الأسنة خاضها ... إِلَى الْمَوْت حَتَّى يتْرك الْمَوْت أحمرا)

ثمَّ تزَوجهَا عمر بن الْخطاب وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا ودعا الصَّحَابَة فَلَمَّا اجْتَمعُوا قَالَ عَليّ بن أبي طَالب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتأذن لي أَن أميل رَأْسِي إِلَى خدر عَاتِكَة وأكلمها قَالَ نعم فأمال عَليّ رَأسه وَقَالَ لَهَا يَا عدية نَفسهَا

(فآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا)

فَبَكَتْ فَقَالَ عمر يَا أَبَا الْحسن مَا دعَاك إِلَى هَذَا كل النِّسَاء يفعلن ذَلِك ثمَّ إِن عمر قتل)

عَنْهَا فرثته أَيْضا بِشعر مِنْهُ الطَّوِيل

(وفجعني فَيْرُوز لَا در دره ... بتالي الْكتاب فِي الظلام منيب)

ثمَّ تزَوجهَا بعد ذَلِك الزبير فَقتل عَنْهَا فرثته بقولِهَا الطَّوِيل

(غدر ابْن جرموز بِفَارِس بهمة ... يَوْم اللِّقَاء وَكَانَ غير معرد)

(يَا عَمْرو لَو نبهته لوجدته ... لَا طائشاً رعش الْجنان وَلَا الْيَد)

(كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عَنْهَا طرادك يَا ابْن فقع الْغَرْقَد)

(ثكلتك أمك إِن ظَفرت بِمثلِهِ ... فِيمَا مضى مِمَّن يروح وَيَغْتَدِي)

(وَالله رَبك إِن قتلت لمسلماً ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد)

وَكَانَ الزبير شَرط أَن لَا يمْنَعهَا من الْمَسْجِد وَكَانَت امْرَأَة خَلِيقَة وَكَانَت إِذا تهيأت لِلْخُرُوجِ للصَّلَاة قَالَ لَهَا وَالله إِنَّك لتخرجين وَإِنِّي لكاره فَتَقول فتمنعني فأجلس فَيَقُول كَيفَ وَقد شرطت لَك لَا أفعل فاحتال فَجَلَسَ لَهَا على الطَّرِيق فِي الْغَلَس فَلَمَّا مرت وضع يَده على كفلها فاسترجعت ثمَّ انصرفت إِلَى منزلهَا فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْت الَّذِي كَانَت تخرج إِلَى الْمَسْجِد قَالَ لَهَا الزبير مَا لَك هَذِه الصَّلَاة فَقَالَت فسد النَّاس وَالله لَا أخرج من منزلي فَعلم أَنَّهَا ستفي بِمَا قَالَت فَقَالَ لَا روع يَا ابْنة عَم وأخبرها الْخَبَر ثمَّ إِن عَليّ بن أبي طَالب خطبهَا بعد انْقِضَاء الْعدة فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِالْمُسْلِمين إِلَيْك حَاجَة وَلم تتَزَوَّج وَكَانَ عَليّ بعد ذَلِك يَقُول من أَرَادَ الشَّهَادَة الْحَاضِرَة فَعَلَيهِ بعاتكة وَتَزَوجهَا الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا وَتُوفِّي عَنْهَا وَكَانَ آخر من ذكر من أزواجها ٥٨٢٤

٣ - (عَاتِكَة بنت أسيد)

عَاتِكَة بنت أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس لَهَا صُحْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلمها رَوَت شَيْئا قَالَ مُحَمَّد بن سَلام أرسل عمر بن الْخطاب إِلَى الشِّفَاء بنت عبد الله العدوية أَن اغدي عَليّ فغدت عَلَيْهِ فَوجدت عَاتِكَة بنت أسيد بِبَابِهِ فدخلتا فتحدثتا فَدَعَا بنمط فَأعْطَاهُ عَاتِكَة ودعا بنمط دونه فَأعْطَاهُ للشفاء فَقَالَت تربت يداك يَا عمر أَنا قبلهَا إسلاماً وَأَنا بنت عمك دونهَا وَأرْسلت إِلَيّ وجاءتك من قبل نَفسهَا فَقَالَ مَا كنت رفعت ذَاك إِلَّا لَك فَلَمَّا اجتمعتما ذكرت أَنَّهَا أقرب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْك ٥٨٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>