وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق فِي ثامن شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بعلة الاسْتِسْقَاء
(ألطنطاش صَاحب بصرى)
ألطنطاش الْأَمِير مَمْلُوك الْأَمِير أَمِين الدولة صَاحب بصرى وصرخذ وَاقِف الأمينية بِدِمَشْق
لما توفّي أَمِين الدولة كَانَ هَذَا نَائِبا على قلعة بصرى فاستولى عَلَيْهَا وعَلى صرخذ واستعان بالفرنج وَسَار لقتاله معِين الدولة أنر ونازل القلعتين فملكهما وَكَانَ ألطنطاش قد آذَى أَخَاهُ خطلخ وكحله وأبعده فَحَضَرَ إِلَى دمشق فَلَمَّا قدم أَخُوهُ ألطنطاش إِلَى دمشق حاكمه أَخُوهُ إِلَى الشَّرْع وكحله قصاصا فبقيا أعميين وَكَانَت وَفَاة ألطنطاش فِي حُدُود الْخمسين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا
(أللمش الْحَاجِب)
أللمش الجمدار الْأَمِير سيف الدّين أَمِير حَاجِب بِدِمَشْق كَانَ شكلاً حسنا مدور الْوَجْه حُلْو الصُّورَة سَاكِنا عَاقِلا خيرا محتشماً كَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز قد جهزه إِلَى قلعة جعبر نَائِبا ثمَّ إِنَّه كتب فِيهِ فَكَانَ حاجباً كَبِيرا فِي آخر أَيَّامه وَأمْسك تنكز وَهُوَ حَاجِب وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن حصل لَهُ استسقاء فتعلل بِهِ وَتوجه إِلَى حولة بانياس فَمَاتَ هُنَاكَ وَحمل إِلَى دمشق وَصلي عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشري ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى
الألوسي الشَّاعِر الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ
(ألماس الْحَاجِب)
ألماس الْأَمِير سيف الدّين أَمِير حَاجِب الناصري كَانَ من أكبر مماليك أستاذه وَلما أخرج الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب إِلَى حلب وَبَقِي منصب النِّيَابَة شاغراً عظمت منزلَة ألماس وَصَارَ هُوَ فِي مَحل النِّيَابَة خلا أَنه مَا يُسمى نَائِبا يركب الْأُمَرَاء الْكِبَار وَالصغَار وينزلون فِي خدمته وَيجْلس فِي بَاب القلعة فِي منزلَة النَّائِب والحجاب وقُوف بَين يَدَيْهِ وَلم يزل مقدما مُعظما إِلَى أَن توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز وَتَركه فِي القلعة هُوَ والأمير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك والأمير سيف الدّين أقبغا الأوحدي والأمير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر
وَلما حضر السُّلْطَان من الْحجاز نقم عَلَيْهِ وأمسكه إِمَّا فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَإِمَّا فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأودعه فِي الاعتقال عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أقبغا الأوحدي وَبَقِي ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أعدم وَقتل أَخُوهُ الْأَمِير سيف الدّين قر بِالسَّيْفِ وَأخذت أَمْوَاله وَجَمِيع موجوده وَأخرج أَقَاربه إِلَى الشَّام وَفرقُوا يُقَال إِن السُّلْطَان لما مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر فِي طَرِيق الْحجاز احتاط على مَوْجُودَة وَكَانَ من جملَة ذَلِك حرمدان أعطَاهُ السُّلْطَان لبَعض
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute