(يَا منجداً ناديته مستنجداً ... فِي خلتي والمرء ينجد خله)
(سر حَامِلا سري فَأَنت بِحمْلِهِ ... أهلٌ وخفف عَن فُؤَادِي ثقله)
(وَإِذا وصلت ففض عَن وَادي الغضا ... طرف الْمُرِيب وَحي عني أَهله)
(أهد السَّلَام هديت للرشأ الَّذِي ... أعطَاهُ قلبِي رشده فأضله)
ومولد علم الدّين سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة
وَكَانَ قد تأدب على ابْن الشجري وَابْن الجواليقي وَعقد لَهُ بِدِمَشْق مجْلِس وعظ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة)
وَقيل إِنَّه تغير آخر عمره وَكَانَ تفقه بِبَغْدَاد على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع بهَا الحَدِيث
وَكَانَ ينبز بِالْعلمِ قاع وَكَانَ علم الدّين الشاتاني الْمَذْكُور يستشيط غيظاً من كلمة فِيهَا الفقاع فَعمل الْعِمَاد الْكَاتِب أبياتاً لَا يَخْلُو كل بَيت مِنْهَا من هَذِه اللَّفْظَة وَكَانَت تنشد قدامه وَهُوَ يغْضب وعتب على الْعِمَاد وتهاجرا مُدَّة ثمَّ استعطفه الْعِمَاد بقصيدةٍ فَأَجَابَهُ عَنْهَا واصطلحا
وَمن شعر علم الدّين الشاتاني من الطَّوِيل
(خليلي كفا عَن ملامي وعرجا ... فأنفاس نجدٍ نشرها قد تأرجا)
(وقولا لمن قد ضل عَن قصد حبه ... وصلنا إِلَى وصل الْأَحِبَّة منهجا)
(وحطا بِأَكْنَافِ الْحمى فقد انْتهى ... مسير مطايا قد أضرّ بهَا الوجى)
(فقد لَاحَ ضوء الصُّبْح بعد كمونه ... ومزق ثوبا لفقته يَد الدجى)
(وحاكت يَد الأنواء للْأَرْض حلَّة ... تقدرها الْأَبْصَار ثوبا ممرجا)
(وغرد فِي الأيك الهزار مطرباً ... وهيجه نوح الْحمام فهزجا)
٣ - (ابْن الْمُحدث الْكَاتِب)
الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عدنان بن شُجَاع الحمداني بدر الدّين ابْن الْمُحدث المجود الْكَاتِب
كَانَ فَاضلا ينظم وينثر وَله كتاب بربى بَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق وَكَانَ يكْتب الْعَصْر فِي الْمدرسَة الأمينية كتب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكتب هُوَ على الشَّيْخ نجم الدّين بن البصيص
كَانَ الْملك الأوحد لَهُ مَعَه صُحْبَة فَتحدث لَهُ مَعَ الأفرم أَن يدْخل فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فرسم لَهُ بذلك فَأبى فلامه الْملك الأوحد على ترك ذَلِك فَقَالَ أَنا إِذا دخلت بَين الموقعين مَا يرتب لي أَكثر من خَمْسَة دَرَاهِم فِي كل يَوْم وَمَا يجلسونني فَوق بني فضل الله وَلَا فَوق بني القلانسي وَلَا فَوق بني غَانِم فَم يجلسونني إِلَّا دونهم وَلَو تَكَلَّمت قَالُوا أبْصر