للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَولي الْمَدِينَة والٍ فَدخل عَلَيْهِ ابْن مطيرٍ فَقيل لَهُ هَذَا أشعر النَّاس فَأَرَادَ أَن يختبره وَقد كَانَت سَحَابَة مكفهرّة نشأت وتتابع مِنْهَا الرَّعد والبرق وَجَاءَت بمطرٍ جودٍ فَقَالَ لَهُ صف هَذِه فَقَالَ من الْكَامِل

(مستضحكٌ بلوامعٍ مستعبرٌ ... بمدامعٍ لم تمرها الأقذاء)

(فَلهُ بِلَا حزنٍ وَلَا بسمرَّةٍ ... ضحكٌ يراوح بَينه وبكاء)

(كثرت لِكَثْرَة ودقه أطباؤه ... فَإِذا تحلَّب فاضت الْأَطِبَّاء)

(وكأنَّ بارقه حريقٌ يلتقي ... ريحٌ عَلَيْهِ وعرفجٌ آلَاء)

(لَو كَانَ من لجج السَّواحل مَاؤُهُ ... لم يبْق فِي لجج السَّواحل مَاء)

وَمن شعره قَوْله من الطَّوِيل

(فيا عجبا للنَّاس يستشرفونني ... كَأَن لم يرَوا بعدِي محباً وَلَا قبلي)

)

(يَقُولُونَ لي اصرم يرجع الْعقل كُله ... وصرم حبيب النَّفس أذهب لِلْعَقْلِ)

(وَيَا عجبا من حبِّ من هُوَ قاتلي ... كأنِّي أجزيه المودَّة من قَتْلِي)

(وَمن بيِّنات الحبِّ إِن كَانَ أَهلهَا ... أحبَّ إِلَى قلبِي وعينيَّ من أَهلِي)

وَمن شعر ابْن مطير من الطَّوِيل

(وَقد تعذر الدّنيا فيضحي غنيُّها ... فَقِيرا ويغنى بعد بؤسٍ فقيرها)

(فَلَا تقرب الْأَمر الْحَرَام فإنِّما ... حلاوته تفنى وَيبقى مريرها)

(وَكم قد رَأينَا من تكدُّر عيشةٍ ... وَأُخْرَى صفا بعد اكدرارٍ غديرها)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(مخصَّرة الأوساط زانت عقودها ... بِأَحْسَن مِمَّا زيَّنتها عقودها)

(وصفرٌ تراقيها وحمرٌ أكفُّها ... وسودٌ نَوَاصِيهَا وبيضٌ خدودها)

٣ - (ابْن حرّاز)

الْحُسَيْن بن أبي مَنْصُور بن حرَّاز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء المشدَّدة وَبعد الْألف زايٌ أَبُو عبد الله الهمامي وجيه الدّين وَهُوَ ابْن أُخْت أبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمعلم الهرثي كَانَ وجيه الدّين يعرف النَّحْو واللغة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الشُّعَرَاء سمعته يَقُول حفظت كتاب سِيبَوَيْهٍ بعد الْمفصل للزمخشري أَقَامَ بِمصْر فِي خدمَة الْكَامِل بن الْعَادِل وصادف عِنْده الْقبُول وَلما سيَّر الْكَامِل وَلَده إِلَى الْيمن ليفتحها نظم وجيه الدّين من الْبَسِيط

(مهما أمرت يواتي أَمرك الْقدر ... سر بالعساكر مَقْرُونا بهَا الظَّفر)

(لَك العزائم لَا تنبو مضاربها ... تضاءلت عِنْدهَا الهنديَّة البتر)

(جيَّشت مِنْهَا جيوشاً خلتها سحباً ... لَهَا الصَّوارم برقٌ والدِّما مطر)

<<  <  ج: ص:  >  >>