للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(قد أينعت سمرها مِمَّا ارتوت علقاً ... كَأَنَّمَا الْهَام فِي أطرافها ثَمَر)

(بديهة الرَّأْي مِنْهَا كلما صدرت ... بالحزم فَهِيَ لأرباب النُّهى فكر)

ثمَّ ذكر ابْنه فَقَالَ من الْبَسِيط

(سَاق المقانب قد حفَّت بمقتبلٍ ... عَلَيْهِ ألوية الإقبال تنتثر)

(إِذا رَأَتْهُ وَهُوَ وافى الْمُلُوك بهَا ... أَلْقَت إِلَيْهِ جنَاح الذُّلِّ تعتذر)

(فَيمسك الْحلم مِنْهُ صوب بادرةٍ ... إنَّ الْكِرَام يرَوْنَ الْعَفو إِن قدرُوا)

)

قَالَ وجيه الدّين كنت قلت إِن قدرُوا شرطا فَقَالَ الْكَامِل لَا تجْعَل هُنَا شرطا وَلَكِن قل أَن قدرُوا فَأَنا أوردهُ كَمَا أَرَادَ وَهُوَ لعمري أُصِيب لشاكلة الْمَعْنى وأحيز لخصل الْحسن وَأَجَازَهُ عَنْهَا الْكَامِل جَائِزَة سنيةً قَالَ وجيه الدّين اشْتغل عني الْكَامِل مُدَّة بأَخيه الْمُعظم وَنحن فِي نواحي أشموم من نواحي مصر فَكتبت إِلَيْهِ من الْكَامِل

(مولَايَ إنَّ سهاد ليلى والبكا ... أَمْسَى رَقِيق عناهما إنساني)

(وَزَوَال ذَاك الرِّقِّ مِنْكُم نظرةٌ ... مَا آن لي أَن تعتقوا أجفاني)

فَلَمَّا وقف الْكَامِل عَلَيْهِمَا قَالَ لينصرف الجامعة وَيُؤذن لَهُ وَقَالَ فيهم أَيْضا من الْكَامِل

(إيهاً بني أَيُّوب أَنْتُم روضةٌ ... وَأَبُو المظفَّر غيثها المدرار)

(غصنٌ من الْمَعْرُوف يثني عطفه ... كرمٌ لَهُ الذّكر الْجَمِيل ثمار)

(وكأنَّ مدحي فِيهِ معصم غادةٍ ... وندى يَدَيْهِ الْغمر فِيهِ سوار)

وودع الْكَامِل يَوْمًا وَقد خرج إِلَى الصَّيْد فَلَمَّا رَجَعَ دخل إِلَيْهِ وأنشده من الْكَامِل

(عتب الغرام عليَّ يَوْم وداعكم ... إِذْ كَانَ لي صبرٌ على التَّوديع)

(وبجا على خدَّيَّ من ألم الجوى ... عقدٌ تنظَّم من سقيط دموعي)

(وتولَّعت ريح الصَّبا بصبابتي ... فسرت بقلبٍ بالغرام ولوع)

(وَرَأى السَّحَاب فضيض دمعي فِيكُم ... فغدا يجفنٍ للبكاء هموع)

(مَالِي تؤنِّبني العواذل فِيكُم ... وَجَمِيع شوقي قد أذاب جميعي)

فَقَالَ الْكَامِل لَو قلت ولبعض شوقي قد أذاب جميعي كَانَ أحسن قَالَ فرويته مثل مَا قَالَ

قَالَ وجيه الدّين بَينا أَنا ذَات يَوْم فِي بعض شوارع الْقَاهِرَة إِذا برجلٍ من الصُّوفِيَّة قد لزم بأطواقي فارتعت لَهُ وَقلت وَيلك ماخبرك فَقَالَ أَنْت الْمُدَّعِي الَّذِي يَقُول من الْبَسِيط

(قل للَّذين نأوا هَل عنْدكُمْ خبرٌ ... بأنَّ ليلِي عَلَيْكُم كلُّه سهر)

(هذي النُّجُوم سلوها فَهِيَ تخبركم ... هلزار جفني كرىً أَو راقه سحر)

فَقلت أَنا قَائِل ذَلِك وَمَا أنْكرت فِيهِ فَقَالَ وَيحك إنَّ الْجُنَيْد يَقُول وَقد وصفت رجلا

<<  <  ج: ص:  >  >>