وَقد ذكر ابْن شرف القيرواني فِي كِتَابه أبكار الأفكار عَن رجلٍ يعرف بِأبي عَليّ التّونسِيّ وَأَنه وضع ألغازاً من هَذِه الْمَادَّة الَّتِي لَا حَقِيقَة لَهَا وأنشده إِيَّاهَا فيجيب عَنْهَا على الْفَوْر وينزلها على حقائق من ذَلِك أَنه صنع لَهُ لغزاً وَهُوَ من السَّرِيع
(مَا طائرٌ فِي الأَرْض منقاره ... وجسمه ي الْأُفق الْأَعْلَى)
(مَا زَالَ مَشْغُولًا بِهِ غَيره ... وَلَا يرى أَنه لَهُ شغلا)
فَقَالَ للْوَقْت والساعة هِيَ الشَّمْس وَأخذ يتَكَلَّم على شرح ذَلِك وَذكر عدَّة ألغازٍ وَضعهَا لَهُ وَهُوَ ينزلها على حقائق وَيذكر لَهَا مناسباتٍ لائقةً بذلك وسرد الْجَمِيع فِي أبكار الأفكار
٣ - (حفيد الإِمَام النَّاصِر)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد النَّاصِر بن الْحسن المستضيء بن المستنجد يُوسُف بن المقتفي مُحَمَّد بن المستظهر أَحْمد أَبُو عبد الله وَهُوَ الْأَكْبَر من أَوْلَاد أَبِيه
ولاه جده النَّاصِر بعد وَفَاة وَالِده بِلَاد خورستان وأعمالها وقلاعها ونواحيها سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة ولقبه الْملك الْمُؤَيد وسير مَعَه أَخَاهُ الْملك الْمُوفق أَبَا عليٍّ يحيى وَمضى فِي خدمتهما الْوَزير مؤيد الدّين القمي ونجاح الشرابي والأمراء والأعيان ودخلوها وخطبوا لَهُ ولأخيه من بعده بالمملكة والسلطنة هُنَاكَ على مَنَابِر خوزستان وَنزل هُنَاكَ وَأقَام فِي دَار المملكة
وَعَاد مؤيد الدّين وَالْجَمَاعَة إِلَى أَن بَلغهُمْ أَن خوارزم شاه مَحْمُود بن تكش قد انْفَصل من الْعرَاق إِلَى بَغْدَاد فأعيد الْأَمِير أَبُو عبد الله إِلَى بَغْدَاد
وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ والرزانة والنبل والرياسة وَحسن الطَّرِيقَة وَكَانَ عوده إِلَى بَغْدَاد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة ومولده سنة تسعين وَخَمْسمِائة
٣ - (ابْن الْأُسْتَاذ)
)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن أبي الْحسن بن عَليّ الربعِي أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْأُسْتَاذ
ولد بإربل سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنَشَأ بواسط وَكَانَ وَالِده من أهل بَغْدَاد يعلم الصّبيان الْخط
وعانى أَبُو عبد الله هَذَا الْأَدَب وَالْكِتَابَة والإنشاء وَالشعر إِلَى أَن نَدبه الْأَمِير طاشتكين لتأديب وَلَده فَأَقَامَ عِنْده مُدَّة وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي كِتَابَة الْأُمَرَاء إِلَى أَن اخْتصَّ بِخِدْمَة الْوَزير مؤيد الدّين القمي فَكتب بَين يَدَيْهِ فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة ولَايَته إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فَقبض على الْحُسَيْن هَذَا واعتقل مُدَّة وصودر على مَال كثير ثمَّ أطلق وَعَاد إِلَى خدمَة الْأُمَرَاء وَكَانَ فَاضلا حسن الْأَخْلَاق متواضعاً وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة
وَمن شعره من الْخَفِيف
(أَيْن غزلان عالجٍ والمصلى ... من ظباءٍ سكن نهر الْمُعَلَّى)
(أبتلك الكثبان أَغْصَان بانٍ ... وبدورٌ فِي أفقها تتجلى)