وَقَالَت فَاطِمَة بنت عَليّ لأَخِيهَا الْحُسَيْن وَالله لَا أسأَل عَنْك الركْبَان أبدا فَخرجت مَعَه حَتَّى شهِدت قَتله وَكَانَت تعتاد قَبره وَتلْزم زيارته وَفِي عُنُقهَا مصحف فتبكيه حَتَّى عميت
وَتَأَخر قومٌ بَايعُوهُ فَلَمَّا فقدهم وَقت المعركة أنشأ يَقُول من الطَّوِيل
(وَإِنِّي لأهوى الْخَيْر سرا وجهرةً ... وَأعرف مَعْرُوفا وَأنكر مُنْكرا)
(ويعجبني الْمَرْء الْكَرِيم نجاده ... وَمن حِين أَدْعُوهُ إِلَى الْخَيْر شمرا)
(يعين على الْأَمر الْجَمِيل وَإِن يرى ... فواحش لَا يصبر عَلَيْهَا وغيرا)
وَقتل يَوْم التَّرويَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتقدم ذكر أَخِيه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده عَليّ فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين
٣ - (ابْن دبابا السنجاري)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن سعيد بن حَامِد بن عُثْمَان بن عَليّ بن جَار الْخَيل وَقيل جَار الْخَيْر أَبُو عبد الله الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بِابْن دبابا بائين موحدتين من أهل سنجار)
قَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَسكن بَغْدَاد ومدح الإِمَام النَّاصِر وَغَيره من الْأَعْيَان والصدور وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة عَن سِتّ وَسبعين سنة
وَمن شعره من الوافر
(تبصر هَل بِذِي العلمين نَار ... أم ابتسمت على إضمٍ نوار)
(فَإِن تَكُ أوحشت مِنْهَا ديارٌ ... فقد أنست بحلتها ديار)
(ذراني كي أسيل بهَا دموعي ... وأسألها مَتى شط المزار)
(أصبراً بعدهمْ وَلنَا ثلاثٌ ... عدمت تصبري وهم جوَار)
(أحن وَمَا الَّذِي يجدي حنيني ... حنين النوق فَارقهَا الحوار)
(تَقول عواذلي وَاللَّيْل داجٍ ... وللجوزاء فِي الْأُفق انحدار)
(تمتّع من شميم عرار نجدٍ ... فَمَا شيم البروق عَلَيْك عَار)
قلت هَذَا الْبَيْت تَمَامه فَمَا بعد العشية من عرار وَهُوَ من قِطْعَة فِي الحماسة فَلَمَّا رأى هَذَا الشَّاعِر القافية مجرورةً كمله بنصفٍ من عِنْده لَيْسَ بَينه وَبَين الأول علاقةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الأول للبرق ذكرٌ أَلْبَتَّة وَلَو قَالَ فَمَا شم العرار عَلَيْك عَار لَكَانَ أَتَى بنصفٍ جيد ملائم للْأولِ وَفِيه هَذَا الجناس الْمليح
٣ - (أَبُو عبد الله النوبختي)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْعَبَّاس النوبختي أَبُو عبد الله الْكَاتِب من بَيت الْفضل وَالْعلم وَالْأَدب وَالْكِتَابَة
كَانَ يتَوَلَّى الْكِتَابَة للأمير أبي بكر مُحَمَّد بن رائق وَكَانَ