وصنف فِي أصُول الْفِقْه الْكتب المفيدة وَأفَاد واستفاد مِنْهُ الْفُقَهَاء وعلق عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز تَعْلِيقه على الْمُنْتَخب وَشرح الْمَحْصُول الشَّرْح الْمَشْهُور وَله التَّنْقِيح وَشَرحه وَله أنوار البروق وأنواء الفروق وَهُوَ كتاب جيد كثير الْفَوَائِد وَبِه انتفعت فَإِن فِيهِ غرائب وفوائد من عُلُوم غَيره وَاحِدَة وَكتب بعضه بخطي وَله الذَّخِيرَة فِي مَذْهَب مَالك وَله الاستبصار فِي مَا يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ خَمْسُونَ مَسْأَلَة فِي مَذْهَب المناظر كتبته بخطي وقرأته على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ وَكَانَ حسن الشكل والسمت توفّي بدير الطين ظَاهر مصر وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بالقرافة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَولي تدريس الصالحية عَبده ابْن شَاس وَكَانَت وَفَاته عبد وَفَاة صدر الدّين ابْن بنت الْأَعَز ونفيس الدّين الْمَالِكِي وَقبل وَفَاة نَاصِر الدّين ابْن المنثر وَمَعَ هَذِه الْعُلُوم حكى لي بَعضهم أَنه رأى لَهُ مصنفاً كَامِلا فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا جعلناهم بشرا لَا يَأْكُلُون الطَّعَام فَبنى هَذَا على الِاسْتِثْنَاء وَظن أَن الْآيَة بشرا إِلَّا)
يَأْكُلُون الطَّعَام وَزَاد ذَلِك ألفا فَلَمَّا قيل لَهُ إِن ذَلِك عبد أَن خرج عَن بَلَده اعتذر بِأَن الْفَقِيه لقنه كَذَلِك فِي الصغر وَرَأى الْألف فِي بشرا فَلم يَجْعَل باله إِلَى أَنَّهَا ألف التَّنْوِين فسبحان من لَهُ الْكَمَال
٣ - (تَاج الدّين ابْن مزيز)
أَحْمد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن مُفْرد بن مزيز بزائين منقوطتين بَينهمَا يَاء منقوطة الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الرئيس المعمر تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَقِيّ الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْكَاتِب ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين سَمعه أَبوهُ حضوراً فِي سنة سِتّ من صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب القرشية وارتحل فَسَمعهُ من مكي بن عَلان وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي واليلداني والشرف الإربلي والبكري واليونيني وَسمع بِبَلَدِهِ من شيخ الشُّيُوخ وبمصر من أَصْحَاب البوصيري وَأَجَازَ لَهُ من بغداذ إِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَابْن العليق وَيحيى بن قميرة وَأَخُوهُ أَحْمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وعَلى أَبِيه جُزْءا فِي سنة ثَمَانِينَ وَحدث بأَشْيَاء وَتفرد ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ صيناً رَئِيسا وقوراً ذكر مرّة لوزارة حماة أَخذ الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقد نَيف على التسعين
٣ - (الصُّوفِي)
أَحْمد بن أَزْهَر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن حَمْزَة أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي جَعْفَر كَانَ أحد صوفية رِبَاط المأمونية أسمعهُ وَالِده فِي صغره من أبي البركات عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَأبي الْمَعَالِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن المذاري وَأبي الْقَاسِم أَحْمد بن الْمُبَارك بن عبد الْبَاقِي ابْن قفرجل وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي مَنْصُور