للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (ابْن خلوف النَّحْوِيّ)

عبد الْعَزِيز بن خلوف الجزوري النَّحْوِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر مفلق ذُو أَلْفَاظ حَسَنَة وَمَعَان متمكنة مثقف لنواحي الْكَلَام رطبها حُلْو مذاقة الطَّبْع عذبها يشبه فِي المنظوم والمنثور بِأبي عَليّ الْبَصِير وَله من سَائِر الْعُلُوم حظوظ وافرة وَحُقُوق ظهرة أغلبها عَلَيْهِ علم النَّحْو والقراءات وَمَا تعلق بهَا وَفِيه ذكاء يخرج عَن الْحَد الْمَحْمُود

وَمن شعره من قصيدة الْكَامِل

(الصَّبْر من خلق الرِّجَال وطبعها ... والحزن أَكثر صابريه نسَاء)

(حَتَّى إِذا زرت هوادجهم ولي ... فِي بَعْضهَا لَو يعلمُونَ شِفَاء)

(الشَّمْس مشدود عَلَيْهَا معجر ... والغصن مُشْتَمل عَلَيْهِ رِدَاء)

(تصبو الجمادات الْموَات لوجهها ... طَربا فَكيف النُّطْق الْأَحْيَاء)

(سَارُوا وَقد بنت الأسنة حولهَا ... سوراً يجاز بحده الجوزاء)

(من كل أروع كل مَا فِي صَدره ... قلب وَمَا فِي قلبه سَوْدَاء)

)

(غيران يضْرب بالمهند كُله ... حَتَّى يُقَال لَهُ بِهَذَا دَاء)

وَمن مديحها

(لَو يَسْتَطِيع لأدخل الْأَمْوَات من ... نعمائه فِيمَا نَالَتْ الْأَحْيَاء)

(سوت رعاياه يَد إنصافه ... حَتَّى الشوامخ والوهاد سَوَاء)

(متنوع العزمات مَاء مغدق ... فيهم وعنهم صَخْرَة صماء)

(مَا أَنْت بعض النَّاس إِلَّا مِثْلَمَا ... بعض الْحَصَا الياقوتة الْحَمْرَاء)

(فتحت لنا نعماك كل بلاغة ... فَجرى اليراع وقات الشُّعَرَاء)

قلت قَوْله أول الأبيات الصَّبْر من خلق الرِّجَال الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول الأول الطَّوِيل

(خلقنَا رجَالًا للتجلد والأسى ... وَتلك الغواني للبكا والمآتم)

<<  <  ج: ص:  >  >>