للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ أنشأ يُخْبِرهُمْ فَقَالَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كلّ سَبَب وَنسب مُنْقَطع يَوْم الْقِيَامَة إلاّ نسبي وسببي وصهري وكنتُ قد صحبته فأحببْت أَن يكون هَذَا وَفِي رِوَايَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول كل نسب وَسبب وصهر مُنْقَطع يَوْم الْقيام إِلَّا نسبي وسببي وصهري وَكَانَ لي بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النسبُ والسيبُ وأردْتُ أَن أجمع إِلَيْهِ الصهر ثمَّ إنّ فتْنَة وَقعت بَين بني عديّ بن كَعْب فَاقْتَتلُوا بِالبَقِيعِ لَيْلًا وَخرج زيد بن عمر ليحجز بَينهم فضُرب على رَأسه خطأ فشُجَّ وصرُع عَن دابّته وتنادى الْقَوْم زيد زيد فتفرّقوا وَسقط فِي أَيْديهم وحُمل إِلَى منزله وَلم يزل مِنْهَا مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقيل إنّه وأمّه مَرضا جَمِيعًا وَنزل بهما وأنّ رجَالًا مَشوا بَينهمَا لينظروا أيّهما يقبض أَولا فيورث مِنْهُ الآخر وإنهما قُبضا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَلم يُدْرَ أيّهما قُبض قبل الآخر ووضعا مَعًا فِي مَوضِع الْجَنَائِز فأُخّرت أمّه وقُدّم هُوَ مِمَّا يَلِي الإِمَام فجرت السنّة فِي الرجل وَالْمَرْأَة بذلك بعد وَقَالَ الْحُسَيْن لعبد الله بن عمر تقدّمْ فصلِّ على)

أمّك وأخيك وصلىّ عَلَيْهِمَا وَتُوفِّي زيد رَحمَه الله شابّاً فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ

٣ - (عمّ عمر بن الخطّاب)

زيد بن عمر بن نفَيْل بن عبد العزّى الْقرشِي الْعَدوي عمّ عمر بن الخطّاب وَابْن عمّه لأنّه عمر بن الخطّاب بن نفَيْل وَكَانَ زيد أَخُو الخطّاب لأمّه وَهُوَ أَبُو سعيد بن زيد أحد الْعشْرَة وَسَيَأْتِي ذكر سعيد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَزيد هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبْعَثُ أُمّةً وحدَه وَهُوَ أحد الَّذين خلعوا عبَادَة الْأَوْثَان فِي الجاهليّة وطلبوا دين إِبْرَاهِيم وَكَانَ يسْأَل عَنهُ الْأَحْبَار والرهبان وَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوفّي قبل أَن يُبْعَثَ وَكَانَ قد شام الْيَهُودِيَّة والنصرانيّة فَلم يرضهما وَكَانَ لَا يَأْكُل مَا ذُبح لغير الله وَكَانَ يَقُول يَا معشر قُرَيْش أرسل الله قطر السَّمَاء وَأنْبت بقل الأَرْض وَخلق السَّائِمَة ورعت فِيهِ وتذبحونها لغير الله وَالله مَا أعلَمُ على ظهر الأَرْض أحدا على دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي وَكَانَ إِذا خلص إِلَى الْبَيْت قَالَ لبّيك حقّاً حقّاً تعبُّداً ورِقّا البِرَّ أَرْجُو لَا الخالْ هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَن قالْ

(عُذْتُ بِمَا عاذ بِهِ إِبْرَاهِيم ... مُستقبلَ الْكَعْبَة وَهُوَ قَائِم)

(يَقُول أنفي لَك عانٍ راغم ... مَهْما تُجَشِّمْني فإنّي جاشم)

ثمَّ يسْجد وَقَالَ سعيد بن المسيّب توفّي زيد وقريش تبني الْكَعْبَة قبل الْوَحْي بِخمْس

<<  <  ج: ص:  >  >>