طغدي بن ختلع بن عبد الله الْأَمِير أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الفرضي وَيُسمى عبد المحسن ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات على عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي زوج أمه وَهُوَ الَّذِي رباه وسع بإفادته من أبي الْفضل الأرموي وَابْن نَاصِر وَهبة الله ابْن أبي شريك وَأبي الْوَقْت وَكَانَ أستاذاً فِي الْفَرَائِض قدم الشَّام واستوطنها وَحدث بهَا وروى عَنهُ يُوسُف ابْن خَلِيل والضياء مُحَمَّد
[طغرل]
٣ - (صَاحب غزنة)
طغرل مَمْلُوك مودود بن مَسْعُود بن سبكتكين كَانَ غُلَاما تركياً شهماً شجاعاً اختصه مودود وَقدمه ونوه اسْمه فِي تَزْوِيجه أُخْته فَلَمَّا مَاتَ مودود وَقعد عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين أجراه من نَفسه ذَلِك المجرى فَلم يزل يتدلل عَلَيْهِ وَيطْلب مِنْهُ العساكر وَالنَّفقَة ليأخذهم ويسترجع خُرَاسَان من التركمان فَأطلق لَهُ الْمُضِيّ إِلَى سجستان مَعَ جمَاعَة من رفقائه لم يَكُونُوا كثيرين فَخرج بهم وطرد عَم الْأَمِير بيغو عَم الْأَمِير جغري بك وَاسْتولى عَلَيْهَا وَمَال إِلَيْهِ بَاقِي الغلمان الَّذين كَانُوا بالحضرة واتصلوا بِهِ فطمع فِي الْملك فَبَايع أَصْحَابه وَانْصَرف من سجستان مَعَهم مُسْرِعين حَتَّى هجموا على عبد الرشيد بغزنة فَلم يجد الْمِسْكِين حِيلَة إِلَّا أَنه التجأ إِلَى التحصن بالقلعة الَّتِي فِي الْبَلَد فَنزل طغرل دَار الْملك وَجلسَ على سَرِير الْملك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الْعَسْكَر ثمَّ استنزل عبد الرشيد من القلعة قهرا وَقَتله فنفر النَّاس من فعله وتوامروا عَلَيْهِ وَأنكر جرجين الْحَاجِب الَّذِي كَانَ بِبِلَاد الْهِنْد مَا فَعَلُوهُ وَلَام النَّاس وَكتب يتهددهم وأنف الْكَبِير وَالصَّغِير من خدمته فاتفق أَن وَاحِدًا من الغلمان الَّذِي لَيْسَ بِمَشْهُور عيب بذلك فِي سكره وَهُوَ يشرب مَعَ أهل الذعارة فَلَمَّا جلس