(وبدا المجرّ كجدولٍ ... فِي وسط روض بنفسج)
قلت قَول ابْن حجاج أوقع وَأكْثر تَشْبِيها وَهُوَ
(هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهرٌ تدفق فِي حديقة نرجس)
فَإِن النرجس أشبه بالنجوم من البنفسج
٣ - (ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب)
أَحْمد بن الْقَاسِم بن خَليفَة الخزرجي موفق الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب الْفَاضِل صنف تَارِيخا للأطباء وجوده توفّي بصرخد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَكَانَ أديباً طَبِيبا شَاعِرًا كَانَ الرشيد ابْن الصُّورِي أهْدى إِلَيْهِ تأليفاً يحتوي على فَوَائِد ووصايا طبية فَكتب إِلَيْهِ
(لعلم رشيد الدّين فِي كل مشْهد ... منار على يأتمه كل مهتد)
(حكيمٌ لَدَيْهِ المكرمات بأسرها ... توارثها عَن سيدٍ بعد سيد)
(حوى الْعلم عَن آبَائِهِ وجدوده ... فَذَاك قديمٌ فِيهِ غير مُجَدد)
(تفرد فِي ذَا الْعَصْر عَن كل مشبهٍ ... بِخَير صفاتٍ حصرها لم يحدد)
(أَتَتْنِي وَصَايَاهُ الحسان الَّتِي حوت ... نثير كلامٍ كل فضلٍ منضد)
(فأهدى إِلَى قلبِي السرُور وَلم يزل ... بإحسانه يسدي لمثلي من يَد)
(وجدت بهَا مَا أرتجيه وإنني ... بهَا أبدا فِيمَا أحاول مقتدي)
(وَلَا غرو من علم الرشيد وفضله ... إِذا كَانَ بعد الله فِي الْعلم مرشدي)
٣ - (ابْن السختكمالي)
أَحْمد بن قايماز بن عبد الله عرف بِابْن السختكمالي بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة الساكنة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَالْكَاف وَالْمِيم وَالْألف وَاللَّام أنْشد الْحَافِظ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان للمذكور)
(ومسكي الْعَوَارِض بَات وردي ... لمى فِيهِ ووردي من خدوده)
(حباني بالرضى من بعد سخطٍ ... وأنصفني التواصل من صدوده)
وأنشدني الْمَذْكُور أَيْضا
(نفثات سحر فِي جفونك فعلهَا ... أمضى وأفتك من شبا الأسياف)
(فاستغن باللحظات عَن بيض الظبى ... وَعَن الرماح السمر بالأعطاف)