٣ - (الجرباذقاني الصَّالح ابْن مُحَمَّد دادا مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْحُسَيْن)
أَبُو جَعْفَر الجرباذقاني قَرْيَة من عمل أَصْبَهَان انْقَطع إِلَى الْعلم وَالْعِبَادَة وَأقَام بأصبهان وبغداد وَصَحب أَبَا الْفضل ابْن نَاصِر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَخمْس مائَة وَدفن بالشونيزية وَقيل سنة تسع وَأَرْبَعين وَمن شعره الطَّوِيل
(أيا لَيْت أَسبَاب المنايا أراحت ... فَإِنِّي أرى فِي الْمَوْت أروح رَاحَة)
(وَمَوْت الْفَتى خير لَهُ من حَيَاته ... إِذا ظَهرت أَعْلَام سوء ولاحت)
٣ - (ابْن الكيراني الواعظي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ابراهيم بن ثَابت)
ابْن ابراهيم بن فَرح الْكِنَانِي المقريء الْوَاعِظ الأديب الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالكيزاني نِسْبَة إِلَى عمل الْكوز قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ زاهداً ورعا وبمصر طَائِفَة ينسبون إِلَيْهِ ويعتقدون مقَالَته وَله ديوَان شعر مَشْهُور أَكْثَره فِي الزّهْد وَلم أَقف عَلَيْهِ وَسمعت لَهُ بَيْتا وَاحِدًا أعجبني وَهُوَ الْخَفِيف
(وَإِذا لَاق بالمحب غرام ... فَكَذَا الْوَصْل بالحبيب يَلِيق)
وَقَالَ صَاحب الْمرْآة كَانَ يَقُول أَفعَال الْعباد قديمَة وَلما توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة دفن عِنْد الشَّافِعِي)
رَحمَه الله بالقرافة فَبعث عَلَيْهِ الخيوشاني ونبشه فِي أَيَّام صَلَاح الدّين وَأخرجه وَدفن فِي مَكَان آخر قَالَ ابْن خلكان نقل إِلَى سفح المقطم بِقرب الْحَوْض الْمَعْرُوف بِأم مودود وقبره هُنَاكَ مَشْهُور وَقَالَ صَاحب الْمرْآة وَكَانَ زاهداً قنوعاً من الدُّنْيَا باليسير فصيحا وَمن شعره مجزوء الْكَامِل
(اصرفوا عني طبيبي ... ودعوني وحبيبي)
(عللوا قلبِي بذكرا هـ فقد زَاد لهيبي)
(طَابَ هتكي فِي هَوَاهُ ... بَين واش ورقيب)
(لَا أُبَالِي بِفَوَات النَّفس مَا دَامَ نَصِيبي)
وَقَالَ مجزوء الرمل
(لَيْسَ من لَام وَإِن أط نب فِيهِ بمصيب)
(جَسَدِي رَاض بسقمي ... وجفوني بنحيبي)
وَقَالَ الْكَامِل
(يَا من يتيه على الزَّمَان بحسنه ... أعطف على الصب المشوق التائه)
(أضحى يخَاف على احتراق فُؤَاده ... أسفا لِأَنَّك مِنْهُ فِي سودائه)
قلت وَهَذَا معنى مَشْهُور أشبه شَيْء بقول الأرجاني الْكَامِل
(يَرْمِي فُؤَادِي وَهُوَ فِي سودائه ... أتراه لَا يخْشَى على حوبائه)
وَقَول الآخر الْكَامِل