للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشَّافِعِي شرح الْمُهَذّب ولخصه وصنف التصانيف ورد على مخالفي النُّصُوص سمع الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح الزَّعْفَرَانِي وَعلي بن اشكاب وَأَبا دَاوُد السجسْتانِي وعباس بن مُحَمَّد الدوري وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو أَحْمد الغطريفي وتفقه على عدَّة أَئِمَّة وَوَقع حَدِيثه بعلو فِي جُزْء الغطريفي لأَصْحَاب ابْن طبرزذ قَالَ أَبُو إِسْحَاق كَانَ يُقَال لَهُ الباز الْأَشْهب ولي الْقَضَاء بشيراز وَكَانَ يفضل على جَمِيع أَصْحَاب الشَّافِعِي حَتَّى على الْمُزنِيّ وفهرست كتبه يشْتَمل على أَربع مائَة مُصَنف وَكَانَ أَبُو حَامِد الأسفراييني يَقُول نَحن نجري مَعَ أبي الْعَبَّاس فِي ظواهر الْفِقْه دون دقائقه تفقه على أبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي قَالَ رَأَيْت كأنا مُطِرْنَا كبريتاً أحمراً فملأت أكمامي وحجري فَعبر لي أَن أرزق علما غزيراً كعزة الكبريت الْأَحْمَر قَالَ الْحَاكِم)

سَمِعت حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول كُنَّا فِي مجْلِس ابْن سُرَيج سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة فَقَامَ شيخ من أهل الْعلم فَقَالَ أبشر أَيهَا القَاضِي إِن الله يبْعَث على رَأس كل مائَة سنة من يجدد يَعْنِي للْأمة دينهَا وَإِن الله بعث على رَأس الْمِائَة الأولى عمر بن عبد الْعَزِيز وعَلى رَأس الْمِائَتَيْنِ الشَّافِعِي ثمَّ أنشأ يَقُول

(اثْنَان قد مضيا فبورك فيهمَا ... عمر الْخَلِيفَة ثمَّ حلف السؤدد)

(الشَّافِعِي الألمعي مُحَمَّد ... إِرْث النُّبُوَّة وَابْن عَم مُحَمَّد)

(أبشر أَبَا الْعَبَّاس إِنَّك ثَالِث ... من بعدهمْ سقيا لتربة أَحْمد)

فصاح ابْن سُرَيج وَبكى وَقَالَ لقد نعى إليّ نَفسِي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ على رَأس الْأَرْبَع مائَة أَبُو حَامِد الأسفراييني وعَلى رَأس الْخمس مائَة الْغَزالِيّ وعَلى السِّت مائَة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وعَلى السَّبع مائَة شَيخنَا ابْن دَقِيق الْعِيد

قلت مَعَ وجود الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ على رَأس السِّت مائَة مَا يذكر الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ لِأَن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ رَحمَه الله مَا ينخرط فِي سلك ابْن سُرَيج وَأبي حَامِد الأسفراييني وَالْغَزالِيّ وفخر الدّين الرَّازِيّ من نمطهم والرازي مَاتَ سنة سِتّ وست مائَة

وَكَانَ ابْن سُرَيج يناظر أَبَا بكر مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ حُكيَ أَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا أبلعني ريقي قَالَ لَهُ أبلعتك دجلة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أمهلني سَاعَة فَقَالَ أمهلتك من السَّاعَة إِلَى أَن تقوم السَّاعَة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أُكَلِّمك من الرجل فتجاوبني من الرَّأْس فَقَالَ لَهُ هَكَذَا الْبَقر إِذا حفيت أظلافها ذهبت قُرُونهَا وَكَانَ لَهُ نظم حسن وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة وعمره سبع وَخَمْسُونَ سنة وست أشهر ودفي فِي حجرته بسويقة غَالب بالجانب الغربي بِالْقربِ من محلّة الكرخ وقبره يزار

٣ - (أَبُو طَاهِر ابْن شبة)

أَحْمد بن عمر بن شبة بن عُبَيْدَة بن زيد أَبُو طَاهِر بن أبي زيد

<<  <  ج: ص:  >  >>