وصحبتُ أَبَا النجيب ودرستُ عَلَيْهِ الْفِقْه ولبستُ مِنْهُ الخِرقة سمِعت الحَدِيث بِبَغْدَاد من جماعةٍ مِنْهُم عبد الْقَادِر الجيلي ثمَّ جَلَست للوعظ بمدرسة أبي النجيب وتولّيتُ الْإِعَادَة لدرسه ثمَّ خرجتُ من يغداد فِي سنة ثَمَان واربعين وَخَمْسمِائة ثمَّ عدتُ إِلَيْهَا ثَانِيًا سنة أَربع وَسِتِّينَ وحججتُ مَعَ الحاجّ إِلَى بلدي ووِليتُ بِهِ الْقَضَاء مرّتين ثمَّ دخلتُ بَغْدَاد مرّة ثَالِثَة سنة تسعٍ وَتِسْعين وَحَجَجْت وعدت إِلَى بلدي ثمَّ قدمت هَذِه المرّة فِي آخر سنة أَربع وسِتمِائَة وَكَانَ شَيخا حسنَ الْأَخْلَاق متواضعاً
٣ - (دَاعِي الدعاة)
هبة الله بن كَامِل وَقيل هبة الله بن عبد الله بن كَامِل أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُضَاة وداعي الدعاة كَانَ فَاضلا عَالما شَاعِرًا أديباً متفنّناً من كبار عُلَمَاء دولة العبيديين وَكَانَ أحد الْجَمَاعَة الَّذين سعَوا فِي إِعَادَة الدولة فظفر بهم صَلَاح الدّين يُوسُف وَأول مَا صَلَبَ هَذَا القَاضِي دَاعِي الدعاة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ خلفاء مصر يلقّبونه فَخر الْأُمَنَاء قَالَ ابْن سعيد المغربي وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة وَمن شعره