وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي قرطبة
وَلأبي زيد قصائده الْمَشْهُورَة فِي مديح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي العشرونيات وَمن شعره الْبَسِيط
(يَا نَائِم الطّرف عَن سهدي وَعَن أرقي ... وفارغ الْقلب من وجدي وَمن حرقي)
(إلام أتلفهَا نفسا معذبة ... على نقيضين للإحراق وَالْغَرق)
(وَإِن أعذب شَيْء أَنْت سامعه ... دمع تكفكفه أجفان محترق)
(فَتَارَة أَنا من وصل على طمع ... وَتارَة أَنا من يأس على فرق)
(كم رمت إرْسَال أنفاسي مؤدية ... عني إِلَيْك فَقَالَ الْقلب لَا تثق)
(كَأَنَّمَا زفراتي فِي جوانحها ... سمائم القيظ فِي ذاو من الْوَرق)
(لَيْت الْمحبَّة للعشاق مَا خلقت ... وليتني حِين ذاقوا الْحبّ لم أذق)
(هَذَا الْفِرَاق وَهَذَا الهجر يتبعهُ ... يَا نفس صبرا على موتين فِي نسق)
وَمِنْه الْبَسِيط
(مَا حيلتي فِيك قد ضَاقَتْ بِي الْحِيَل ... لَا الْكتب مغنية عني وَلَا الرُّسُل)
(فِي كل يَوْم غرام لَا شِفَاء لَهُ ... إِلَّا لقاؤك والهجران مُتَّصِل)
(الْخَوْف يَمْنعنِي والتيه يمنعكم ... مَتى وَكَيف وأنى يبلغ الأمل)
٣ - (ابْن الْخَواص الكفيف)
عبد الرَّحْمَن بن يحيى الْأَسدي الكفيف أَبُو الْقَاسِم بن الْخَواص المغربي لم يكن أَبوهُ خواصاً وَلكنه سكن بالقيروان فِي سوق الخوص قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج أَبُو الْقَاسِم هَذَا شَاعِر مَشْهُور حسن الطَّرِيقَة منقاد الطَّبْع لَا يتَكَلَّف التصنيع بَرِيء من تعقيد أَصْحَابه النَّحْوِيين وَبرد أشعارهم مفنن فِي علم الْقُرْآن من مُشكل وغريب وَأَحْكَام وَمن شعره الطَّوِيل)
(جرى حكم هَذَا الدَّهْر أَن يجمع الْغنى ... مَعَ الْجَهْل والفهم الذكي مَعَ الْحَرْف)
(فَلَا تَكُ فِي شكّ إِذا كنت عَالما ... بأنك لَا تُعْطى سوى خطة الْخَسْف)
(وَلما رَأَيْت الدَّهْر لَيْسَ بتارك ... كَرِيمًا وَلَا تبقي نَوَاه على إلْف)
(قسمنا بَين الْآدَاب نِصْفَيْنِ بَيْننَا ... فَلم يغنه النّصْف الَّذِي اخْتَار عَن نصفي)
(خليلي هَذَا مأتم الْمجد والعلى ... أَصَابَهُم سهم الْحَوَادِث والحتف)