٣ - (مجد الدّين النشابي)
أسعد بن إِبْرَاهِيم بن حسن الْأَجَل مجد الدّين النشابي الْكَاتِب الإربلي ولد بإربل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ فِي صباه نشابياً وتنقل فِي الجزيرة وَالشَّام ثمَّ ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء لصَاحب إربل ونفذه رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة ثمَّ كَانَ فِي صحبته لما وَفد إِلَى الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر فَأَنْشد مجد الدّين فِي الْحَال من المتقارب)
(جلالةُ هَيبةِ هَذَا المقامْ ... تُحيِّرُ عالمَ عِلم الكلامْ)
(كأنّ المناجي بِهِ قَائِما ... يُنَاجِي النبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام)
ثمَّ إِن مخدومه غضب عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ إِنَّه بعد موت صَاحب إربل خدم بِبَغْدَاد واختفى أَيَّام التتار فَسلم وَمَات فِي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَله فِي شرف الدّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن عَليّ بن حَرْب عرف بِابْن الموَالِي لما ولي وزارة إربل نظم فِيهِ مجد الدّين من المتقارب
(فرِحْنا وَقُلْنَا تولّى الْوَزير ... وأفلح ديوانُنا بالوزارهْ)
(فَمَا زادنا غير جاريتيه ... وَفِي كتبْنا كتبتْ بالإشارهْ)
وَلما وَقع بَين الْأَخَوَيْنِ الْكَامِل والأشرف والكامل صَاحب مصر والأشرف صَاحب خلاط وَمَال مُلُوك الشَّام والشرق إِلَى الْكَامِل وَتَحَامَلُوا على الْأَشْرَف قَالَ مجد الدّين من المنسرح
(صاحبُ مصر ثنى الملوكَ عَن ال ... أشرف من كلّ مُسعدٍ عونِ)
(واحتجّ كلٌّ بِهِ فَقلت وَهل ... يُؤخذ مُوسَى بذنب فِرْعَوْن)
وَله فِي شرف الدّين الْمُبَارك مُسْتَوْفِي إربل من المجتث
(إِن الْمُبَارك فِيهِ ... توقفٌ ولجاجهْ)
(صديقه أَنْت مَا لم ... تعرِضْ إِلَيْهِ بحاجهْ)
وَله فِي صدر الدّين ابْن بنهان وَكَانَ صديق عَارض الْجَيْش فعزل ثمَّ صَار صدر الدّين صُورَة وَزِير للأمير شُجَاع الدّين الْعزي فَتوفي فاتصل صدر الدّين بِالْملكِ فتح الدّين فَخرج من بَغْدَاد مغاضباً فَقَالَ من المواليا
(رِجل ابنِ بنهان الأعرجْ شؤمُها معلومْ ... مَا دَار قَطُّ باحدْ إلاّ لَقي المحتومْ)
(قَلْع مَلِكْ وعَزَلْ عارضْ بِهَذَا الشُّومْ ... وعادَ جزور غيمه مبعَرُ أُخْت البومْ)
وَقَالَ لما حبس يَعْقُوب النَّصْرَانِي مشارف ديوَان إربل وَتَوَلَّى الْمُخْتَص النَّصْرَانِي مَكَانَهُ من الطَّوِيل
(فرِحنْا بيعقوبَ اللعين وحبَسْه ... وقلنْا أَتَانَا مَا يَطيب بِهِ القلبُ)
(فلمّا ولي المختصُّ فالشرُّ واحدٌ ... إِذا مَا مضى كلبٌ أَتَى بعده كلب)