للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْأَصْحَاب سافرةً عَن الْحسن البارع والمنظر الْجَمِيل وأمست طرق الْمَذْهَب بدروسه وَاضِحَة الْإِمَارَة راجحة الدَّلِيل وَلذَلِك ندب لنشر الْعلم الشريف بذلك الْقطر الْجَلِيل وَاسْتحق لفضله الْأَقْصَى أَن تكون حَضْرَة الْقُدس مقَام الْخَلِيل فليورد من فَضله الباهر هُنَاكَ مَا يحيي مَذْهَب ابْن إِدْرِيس بدرسه وينشر ميت الْعلم حَتَّى يكون روحاً فِي قدسه وليتعهد الطّلبَة بِالْحِفْظِ والبحث فَإِنَّهُمَا للْعلم كالجناحين وليقف عِنْد مَا شَرطه الْوَاقِف أثابه الله الْجنَّة فَمَا يفْسد أَمر وَقع بَين صلاحين وتقوى الله عز وَجل زِينَة الْعلم فليجعلها طراز لبسه وجمال الْعلم فليدخرها فِي الْخَيْر على أمسه وَالله تَعَالَى يزِيدهُ فضلا إِلَى فَضله وينشر بِهِ أَعْلَام الْعلم الَّتِي تخفق على رُؤُوس أَهله بمنِّه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى

(أَبُو الْجَيْش بن طولون)

خمارويه بن أَحْمد أَبُو الْجَيْش الْأَمِير ابْن الْأَمِير الطولوني ولي إمرة دمشق ومصر والثغور بعد أَبِيه وَكَانَ جواداً ممدَّحاً ولد سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

وَكَانَ مُسْرِفًا فِي الْإِنْفَاق غنَّى لَهُ مغنٍّ بمرج عذراء قَول الشَّاعِر من الرجز

(قد قلت لما هاج قلبِي الذكرى ... واعترضت وسط السَّما الشِّعرى)

مَا أطيب الْعَيْش بسرَّ مرَّى فغيَّره المغنيِّ وَقَالَ مَا أطيب الْعَيْش بمرج عذرا فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِينَار وَلما ولي المعتضد بعث إِلَيْهِ خمارويه بتحفٍ كثيرةٍ وَسَأَلَهُ أَن يزوِّج ابْنَته قطر النّدى لوده المستكفي بِاللَّه فَقَالَ بل أَنا أتزوَّج بهَا فتزوَّج بهَا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدخل بهَا فِي آخر الْعَام وَأصْدقهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>