عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ أَمِير سجستان ظفر بِهِ الْحجَّاج وَقَتله)
وطيف بِرَأْسِهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ قد خلع عبد الْملك بن مَرْوَان ودعا لنَفسِهِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَبَايع النَّاس فدوفع بدير الجماجم وَقتل وَلما أَن وصل ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة هرب الْحجَّاج إِلَى نَاحيَة الْعرَاق وَبَايع أهل الْبَصْرَة ابْن الْأَشْعَث على قتال الْحجَّاج وَحرب عبد الْملك من الْقُرَّاء وَغَيرهم
وَكَانَ مِمَّن بَايع ابْن الْأَشْعَث من الْأَعْيَان مُسلم بن يسَار وَجَابِر بن زيد أَبُو الشعْثَاء وَأَبُو الْحَوْرَاء وَقتل مَعَه وَأَيوب ابْن الْقرْيَة وماهان العابد قَتلهمَا الْحجَّاج وَأنس بن مَالك فِي جملَة الْقُرَّاء وَمن أهل الْكُوفَة سعيد بن جُبَير وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وعامر الشّعبِيّ وَطَلْحَة بن مصرف وذر وَعبد الله بن شَدَّاد وَأَبُو البحتري الطَّائِي وَالْحكم بن عتبَة وَعون بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ وَخلق سواهُم
وَكَانَ ابْن الْأَشْعَث فِي مِائَتي ألف فَارس وَمِائَة ألف راجل وَكَانَ دُخُول ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ثمَّ إِن الْحجَّاج التقى مَعَ ابْن الْأَشْعَث فِي أول الْمحرم وَهِي وقْعَة الزاوية فاقتتلا قتالاً شَدِيدا وَقَالَ الْحجَّاج لله در مُصعب بن الزبير مَا كَانَ أكْرمه
فَعلم أهل الْكُوفَة أَنه لَا يفر حَتَّى يقتل فَقَاتلُوا دونه هم وَأهل الشَّام وَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَالنَّاس مَعَه إِلَى الْكُوفَة فَأَتَاهُ وُجُوه أهل الْكُوفَة وَأَتَاهُ الْعلمَاء من الْأَمْصَار والزهاد وَبَايَعُوهُ