فَأَجَابَهُ الْحُسَيْن بن يحيى الحكَّاك المكِّي بقوله
(رُوَيدَك لَيْسَ الحقُّ ينفى بباطلٍ ... وَلَيْسَ مُجِدٌّ فِي الأُمور كهازلِ)
(كزعمك أَن الدرْع لِبْسُكَ فِي الوغى ... وَذَاكَ لجبنٍ فِيك غيرِ مُزايلِ)
(وَهل ينفعنَّ السيفُ يَوْمًا ضجيعَهُ ... إِذا لم يضاجعه بيقظة باسلِ)
(فهلاّ اتَّخذت الصَّبْر درعاً وجُنَّةً ... كَمَا الصبرُ دِرْعِي فِي الخطوب النوازلِ)
(وتفخرْ أنْ أصبحتَ مأمولَ عُصبةٍ ... فأخسِسْ بمأمولٍ وأخسِسْ بآملِ)
(وَهل هِيَ إلَاّ فِي تراثٍ جمعتَهُ ... فهلاّ غَدَت فِي بذل عُرف ونائلِ)
(كَمَا هَاهُنَا فَاعْلَم إغاثة سائلٍ ... وإسعاف ملهوفٍ وإغناء عائلِ)
)
(فَلَا تغترر بالليث عِنْد خدورهِ ... فكم خادرٍ فاجا بوثبة صائلِ)
٣ - (الْوَزير ابْن ابْن مقلة)
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُقلة أَبُو الْحُسَيْن الْوَزير ابْن أبي عَليّ الْوَزير تقدَّم ذكر وَالِده فِي المحمدين لمَّا كَانَ أَبوهُ وَزِير الراضي استنابه فِي الوزارة وَأمر الراضي أَن يُخَاطب بالوزارة أَيْضا وَأَن يكون نَاظرا فِي جَمِيع الْأُمُور مَعَ وَالِده وَلَا ينفذ لِأَبِيهِ توقيع إلَاّ بعد عرضه على أبي الْحُسَيْن وتوقيعه عَلَيْهِ وَولي الوزارة للمتَّقي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فِي شهر رَمَضَان ثمَّ عُزل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ لعشر بَقينَ من صفر ولمَّا ورد معزّ الدولة بغداذ قلَّده النّظر فِي الْأَعْمَال وجباية الْأَمْوَال فِي المحرَّم سنة خمس وَثَلَاثِينَ فمدَّ يَده إِلَى المصادرة وجازف وظلم فَشَكَاهُ النَّاس إِلَى معزّ الدولة فَعَزله فَأَقَامَ بمنزله إِلَى حِين وَفَاته بالفالج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وسنُّه ثمانٍ وَثَلَاثُونَ سنة وَمن شعره
(قُم فاحيِ بالكاسِ قوما ... مَاتُوا صَلَاة وصوما)
(لم يَطعَموا لذَّةُ العي ... شِ مذ ثَلَاثِينَ يَوْمًا)
وَمِنْه
(لستُ ذَا ذلَّة إِذا عظَّني الده ... ر وَلَا شامخاً إِذا واتاني)
(أَنا نارٌ فِي مرتقى نَفَسِ الحا ... سدِ ماءٌ جارٍ مَعَ الإخوانِ)