الْقلب فحملا عَلَيْهِ فاندق هَارِبا وَأسر أَوْلَاده)
فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَ إِلَى السُّلْطَان سوَادِي فَقَالَ أَخُوك فِي الْقرْيَة الْفُلَانِيَّة مَعَ ولد لَهُ فَابْعَثْ معي من يَأْخُذهُ فَسَار السُّلْطَان ملكشاه بِنَفسِهِ وَقدم بَين يَدَيْهِ جمَاعَة فوصلوا إِلَى قارودبك وَحَمَلُوهُ مُقَيّدا وَجَاءُوا بِهِ إِلَى ملشكاه مَاشِيا فَأَوْمأ إِلَى الأَرْض وَقبل يَد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ يَا عَم كَيفَ أَنْت من تعبك أما تَسْتَحي من هَذَا الْفِعْل أَنْت مَا ق عقدت لأخيك فِي عزاء وَلم تنفذ إِلَى قَبره ثوبا تطرحه عَلَيْهِ والغرباء قد حزنوا عَلَيْهِ وَأَنت أَخُوهُ اطرحت وَصيته وأظهرت الشماتة بِهِ وَالسُّرُور بِمَوْتِهِ لَكِن لقاك الله سوء فعلك
فَقَالَ وَالله مَا قصدت ذَلِك وَلَكِن عسكرك كاتبوني لَيْلًا وَنَهَارًا بالتعجيل فَجئْت لأمر قَضَاهُ الله فَحَمَلُوهُ إِلَى همذان مُقَيّدا فَقَالَ بعض الْحَاضِرين سُبْحَانَ الله لقد ملك هَذَا الرجل ملكا عَظِيما كرمان ثمَّ عمان ثمَّ فَارس وَكَانَ يتَمَنَّى هَلَاك أَخِيه وَيتَصَوَّر ملك الدُّنْيَا بعده
وَكَانَ هَلَاكه مَقْرُونا بهلاكه وَكَذَلِكَ قتلمش مَعَ عَمه طغرلبك فَإِنَّهُ كَانَ ينظر فِي النُّجُوم ويحقق الْقطع الَّذِي مَاتَ عَمه فِيهِ وَيتَصَوَّر أَنه يملك من بعده فَكَانَ هَلَاكه مَقْرُونا بهلاكه
وَلما كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قتل قارودبك تولى خنقه رجل أَعور أرمني من أصاغر الْحَاشِيَة بِوتْر قَوس بعد أَن بذل التَّوْبَة من النّظر فِي ملك وتسليمه أَمْوَاله وبلاده وقلاعه والرضى بالْمقَام فِي مَسْجِد والاعتقال والإبقاء على نَفسه
ثمَّ إِن ملكشاه جمع أَوْلَاده وصهره إِبْرَاهِيم بن ينَال ثمَّ كحلوا بَين يَدَيْهِ وَقدم سُلْطَان شاه إِسْحَاق بن قارودبك وَهُوَ أكبر اخوته وأنجبهم وَهُوَ حِين بقل عذاره فَأخذ اخوته الصغار وَاحِدًا بعد وَاحِد وَجعل يضمه إِلَيْهِ ويقبله وَيَقُول هَذَا قَضَاء الله فَلَا تجزعوا فَإِن الْمَوْت يَأْتِي على جَمِيع النَّاس
وكحل وكحلوا وَمَات مِنْهُم اثْنَان وَلم يهن هَذَا لأمر على الْعَسْكَر وشغبوا ولعنوا نظام الْملك فِي وَجهه وملكشاه وَقَالُوا مَا بِهَذَا أوصى ألب أرسلان وَكَانَ قد أوصى لقارودبك بكرمان وَفَارِس وَعين لَهُ مَالا وَأَن يتَزَوَّج بخاتون الشقيرية
ثمَّ إِن نظام الْملك استمالهم بالإقطاعات وَالْأَمْوَال وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي حرف الْهمزَة مَا جرى لَهُ بعد ذَلِك
٣ - (الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم)
٣ - (الْحَافِظ الْقَنْطَرِي)
)
الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى أَبُو بكر الْقَنْطَرِي الصفار الْحَافِظ السامري حدث عَن مُحَمَّد بن صَالح بن ذريح وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون