ثمَّ قَالَ ابْن الأبّار وَمَا أحسن قَول شَيخنَا أبي الْحسن ابْن حريق فِي هَذَا الْمَعْنى من الرمل
(أَصبَحت تدمير مصرا شبها ... وَأَبُو يُوسُف فِيهَا يوسفا)
وَأورد لِابْنِ الأبرش يرثي غُلَاما وسيماً غرق قَالَ أَو تمثل بِهِ وَهُوَ من السَّرِيع
(الْحَمد لله على كلِّ حَال ... قد أطفأ المَاء سراج الْجمال)
(أطفاه مَا قد كَانَ محياً لَهُ ... قد يطفىء الزَّيْت ضِيَاء الذُّبال)
قَالَ وَقد أَكثر الشُّعَرَاء فِي رثاء الغريق فأجادوا من ذَلِك قَول أبي الْقَاسِم ابْن الْعَطَّار ابْن الإشبيلي فِي بعض الهزونيين وَمَات غريقاً فِي نهر طلبيرة عِنْد فتحهَا من الطَّوِيل
(وَلما رَأَوْا أَن لَا مقرَّ لسيفه ... سوى هامهم لاذوا بأجرأ مِنْهُم)
(وَكَانَ من النَّهر الْمعِين معينهم ... وَمن ثلم السدّ الحسام المثلّم)
(فيا عجبا للبحر غالته نطفه ... وللأسد الضّرغام أرداه أَرقم)
قلت وَقَالَ مجير الدّين مُحَمَّد بن تَمِيم فِي مليح غرق فِي نهر يزِيد بِدِمَشْق من الوافر
(أَقُول وَقد قضى غرقاً حَبِيبِي ... وأعدم ناظري طيب الهجود)
(عجبت لنَقص عمرك كَيفَ وافى ... إِلَيْك وَأَنت تسبح فِي يزِيد)
مَسْعُود الدَّولة النّحويّ خلف بن طازنَّك بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَبعد الْألف زَاي مَفْتُوحَة وَنون مشدّدة ثمَّ كَاف مَسْعُود الدولة النَّحْوِيّ من شعره من الْخَفِيف)
(مَا أطاقوا تأمُّل الْجَيْش حَتَّى ... كحِّلت كلُّ مقلةٍ بسنان)
(غنَّت الْبيض فِي طلاهم غناء ... مَا سمعناه فِي كتاب الأغاني)
(هُوَ ضرب من السُّريجيّ لَكِن ... حسنه فِي الرّقاب لَا فِي المثاني)
قلت مَا أحسن قَوْله هُوَ ضرب من السريجي
٣ - (إِمَام جَامع قرطبة)
خلف بن يحيى بن خطّاب أَبُو الْقَاسِم القرطبيّ الزَّاهِد من أهل التصوف وَالْهدى كَانَ يُوصف بإجابة الدّعاء أمَّ بِجَامِع قرطبة مُدَّة مديدة ثمَّ رغب فِي الانقباض وَكَانَ يعظ ويقصده النَّاس للبركة وَتُوفِّي سنة ستٍّ وَسبعين وَخمْس مائَة
٣ - (ابْن بشكوال)
خلف بن عبد الْملك بن مَسْعُود بن مسود بن بشكوال بن يُوسُف بن