لدين الله وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يعرف بالقلفاط وَهُوَ شَاعِر مَشْهُور وَمن شعر القلفاط
(مزن تغنيه الصِّبَا فَإِذا همى ... لبت حَيَّاهُ رَوْضَة غناء)
(فالأرض من ذَاك الحيا موشية ... وَالرَّوْض من تِلْكَ السَّمَاء سَمَاء)
(مَا إِن وشت كفا صناع مَا وشى ... ذَاك الْغناء بهَا وَذَاكَ المَاء)
(زهر لَهَا مقل جواحظ تَارَة ... ترنو وتارات لَهَا إغضاء)
وَمِنْه
(طوى عني مودته غزال ... طوى قلبِي على الأحزان طيا)
(إِذا مَا قلت يسلوه فُؤَادِي ... تجدّد حبه فازددت غيا)
(أحييه وأفديه بنفسي ... وَذَاكَ الْوَجْه أهل أَن يحيا)
قلت شعر جيد
٣ - (أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ)
مُحَمَّد بن يحيى أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من عُلَمَاء الْعرَاق كَانَ زاهداً عابداً نظيراً لأبي بكر الرَّازِيّ فلج آخر أَيَّامه وَدفن إِلَى جَانب قبر أبي حنيفَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة
مُحَمَّد بن يحيى بن يحيى أَبُو الْوَفَاء كتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ الْبَغَوِيّ
(رَأَيْت الْفضل يحيى يَابْنَ يحيى ... فجانبه أَبُو يحيى طَويلا)
(مودته ممازحة لقلبي ... كَمَا قد مازج المَاء الشمولا)
فَأَجَابَهُ أَبُو الْوَفَاء
(أَبَا عبد الْإِلَه بقيت جزل ال ... كَلَام تنيلنا برا جزيلاً)
(فَمَا ابْن المزن زوج بنت كرم ... ليمهرها أَخُو الْكَرم الغفولا)
)
(بأشهى من كلامك فِي فُؤَادِي ... وَقد أسلى الجوى وشفى الغليلا)
وَقَالَ أَبُو الْوَفَاء
(بقيت بمرو الروذ فِي عدَّة الْمَطَر ... وَطول مقَام الْمَرْء فِي مثلهَا خطر)
(إِذا مَا أَذَان الرَّعْد آذاننا وعت ... لَقينَا بهَا الْحِيطَان تسْجد للمطر)