وأمسكه بِيَدِهِ وَجَاء القاهر فَنَاوَلَهُ الهناب فَقبل الأَرْض وشربه وَقَامَ السُّلْطَان ليبزل فَأخذ الساقي الهناب من يَد القاهر وملأه على الْعَادة ووقف وأتى السُّلْطَان فَتَنَاول الهناب وشربه وَهُوَ لَا يشْعر فَلَمَّا شربه أَفَاق على نَفسه وَعلم أَنه شرب من ذَلِك الهناب وَفِيه آثَار السم فتخل وَحصل لَهُ وعك وتمرض وَمَات وَأما القاهر فَمَاتَ من الْغَد ذكر العلائي أَنه بلغه ذَلِك من مطلع على الْأُمُور لَا يشك فِي أخباره
٣ - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن درباس)
عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس بن فير بن جهم بن عَبدُوس قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الماراني الشَّافِعِي
ولد بنواحي الْموصل سنة سِتّ عشرَة وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة خمس وست ماية
كَانَ قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية)
٣ - (الْأَصْمَعِي)
عبد الْملك بن قريب بن عبد الْملك بن عَليّ بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس الْأَصْمَعِي الْبَصْرِيّ صَاحب اللُّغَة كَانَ إِمَام زَمَانه فِي اللُّغَة روى عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وقرة بن خَالِد ومسعر بن كدام وَابْن عون وَنَافِع ابْن أبي نعيم وَسليمَان التَّيْمِيّ وَشعْبَة وبكار بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي بكرَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وَسَلَمَة بن بِلَال وَعمر ابْن أبي زَائِدَة وَخلق قَالَ عمر بن شبة سمعته يَقُول حفظت سِتَّة عشر ألف أرجوزة وَقَالَ الشَّافِعِي مَا عبر أحد عَن الْعَرَب بِمثل عبارَة الْأَصْمَعِي وَقَالَ ابْن معِين لم يكن مِمَّن يكذب وَكَانَ من أعلم النَّاس فِي فنه
وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق وَكَانَ يَتَّقِي أَن يُفَسر حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا يَتَّقِي أَن يُفَسر الْقُرْآن قيل لأبي نواس قد أشخص أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي إِلَى الرشيد فَقَالَ أما أَبُو عُبَيْدَة فَإِن مكنوه من سَفَره قَرَأَ عَلَيْهِم أَخْبَار الْأَوَّلين والآخرين وَأما الْأَصْمَعِي فبلبل يطربهم بنغماته وَكَانَ بَخِيلًا وَيجمع أَحَادِيث البخلاء قَالَ لَهُ أَعْرَابِي رَآهُ يكْتب