للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْحَافِظ جرجي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد

[جورجيس]

٣ - (الطَّبِيب السّرياني)

جورجيس بن جِبْرِيل الطَّبِيب السّرياني

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فارسيٌ وَلَيْسَ بِهِ كَانَت لَهُ خبْرَة بالعلاج وخدم الْمَنْصُور وَكَانَ سَبَب اتِّصَاله أَن الْمَنْصُور فَسدتْ معدته فَتقدم إِلَى الرّبيع أَن يجمع الْأَطِبَّاء ويسألهم عَن رجل فَاضل حَيْثُ كَانَ فَقَالُوا لَيْسَ فِي وقتنا مثل جورجيس رَئِيس جندى سَابُور فَطَلَبه فَلَمَّا وصل قَالَ لَهُ مَا بِهِ فخفّف غذاءه ولطّف تَدْبيره فَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَطلب إِحْضَار ابْنه مِنْهُ فَقَالَ إِنَّه سدَّ مَكَاني لَكِن لي تلاميذ فأحضر عِيسَى بن سهلا فَسَأَلَهُ الْمَنْصُور عَن أَشْيَاء فَأجَاب فَقَالَ لجورجيس مَا أحسن مَا وصفت هَذَا التلميذ ثمَّ إِن الْمَنْصُور سيّر إِلَى جورجيس جواري يتسرّى بهنّ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ النَّصَارَى لَا يَتَزَوَّجُونَ أَكثر من وَاحِدَة وَإِذا كَانَت فِي الْحَيَاة لَا يتخذون غَيرهَا فَحسن موقعه من الْمَنْصُور وَأدْخلهُ على نِسَائِهِ وَحرمه فَلَمَّا كَبرت سنّه طلب دستوراً فَأعْطَاهُ وتمكّن ابْن سهلا وَوضع يَده على الأساقفة وَأخذ أَمْوَالهم وَكتب إِلَى مطران نَصِيبين يَسْتَدْعِي مِنْهُ أَشْيَاء من آلَات الْبيعَة ويتهدّده وَيَقُول لَهُ أَلَسْت تعلم أَن أَمر الْملك بيَدي إِن شِئْت أمرضته وَإِن شِئْت عافيته فاحتال المطران فِي إِيصَال الْكتاب إِلَى الرّبيع فَأوقف الْمَنْصُور عَلَيْهِ فَأمر بنفيه وَطلب بختيشوع بن جورجيس فَلم يزل عِنْد الْخُلَفَاء إِلَى أَيَّام هَارُون الرشيد وَقد تقدم ذكره وَلما عَاد جورجيس إِلَى بِلَاده أعطَاهُ الْمَنْصُور عشرَة آلَاف دِينَار وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود السِّتين والمئة

٣ - (اليبرودي الطَّبِيب)

جورجيس بن يوحنا بن سهل بن إِبْرَاهِيم الْحَكِيم أَبُو الْفرج اليبروديّ النَّصراني اليعقوبي كَانَ فِي أول أمره يحمل الشِّيخ على دابّة ويبيعه فمرّ يَوْمًا على شيخ يفصد لإِنْسَان بِهِ رعافٌ فَقَالَ لَهُ لم تفصد هَذَا ألم يكفه الرعاف فَقَالَ لِأَن هَذَا يجذبه إِلَى مسامتة الْجِهَة الْأُخْرَى فَقَالَ لَهُ إِذا كَانَ الْأَمر على مَا تَقوله فَنحْن اعتدنا أَنه مَتى كَانَ نهر جَار وأردنا أَن نقطع المَاء عَنهُ جعلنَا لَهُ مسيلاً إِلَى جِهَة أُخْرَى فَيَنْقَطِع وَأَنت فَلم لَا تفعل ذَلِك من النَّاحِيَة الْأُخْرَى فَفعل ذَلِك فَانْقَطع الرُّعاف فَقَالَ لَهُ لَو اشتغلت بصناعة الطِّبّ لجاء مِنْك فَمَا اليبرودي إِلَى قَوْله وتردّد إِلَى الشَّيْخ وَترك أَهله وَأقَام بِدِمَشْق وَسَأَلَ عَمَّن يشْتَغل عَلَيْهِ فَدلَّ على بَغْدَاد فَأخذ سوار أمه)

فَبَاعَهُ وتوصّل بِهِ إِلَى بَغْدَاد واشتغل بالطب والمنطق وَالْحكمَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَاعْتَرضهُ قيّم حمام وَقَالَ لَهُ حلقت رَأْسِي وَأَجد الْآن فِي وَجْهي كُله انتفاخاً وحرارة عَظِيمَة وَأمره بتلطيف التَّدْبِير وَاسْتِعْمَال نقوع حامض فَامْتنعَ أَن تحدث لَهُ مَا شرا وَمن جملَة مَا خلّف اليبرودي ثلاثمئة مقطع وَخَمْسمِائة قطة فضية وزن الْقطعَة من الطفارية ثلاثمئة دِرْهَم

<<  <  ج: ص:  >  >>