عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين ابْن الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي تقدم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ قَرَأَ تَاج الدّين الْمَذْكُور الْمِنْهَاج للشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي الْأُصُول وناب عَن وَالِده فِي العادلية الصَّغِيرَة وَفِي الرواحية واستقل هُوَ بتدريس الدولعية لما نزل لَهُ عَنْهَا وَالِده وَحج مَعَ وَالِده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وجاور وَالِده وَقدم هُوَ صُحْبَة الركب إِلَى دمشق وَكَانَ هشاً بشاً فِيهِ كيس وذوق وتعصب مَعَ النَّاس وَله مُرُوءَة وَعِنْده كرم وَفِي كل قَليلَة يعْمل للفقهاء دَعْوَة وَيحسن إِلَى أَصْحَابه وَتُوفِّي رَحمَه الله بالطاعون فِي شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة شَابًّا تَقْدِير عمره ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة وتأسف أَصْحَابه وَمن يعرفهُ عَلَيْهِ
٣ - (ابْن سنينيرة)
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن بخمش أَبُو المظفر بن أبي سعد جمال الدّين الوَاسِطِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور بِابْن سنينيرة تَصْغِير سنورة ولد سنة سبع أَو تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بواسط وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة كَانَ يطوف الْبِلَاد وَدخل حلب ومدح الظَّاهِر غازياً وَجرى لَهُ مَعَه قَضِيَّة ذكرتها فِي تَرْجَمَة ابْن خروف عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ عسر الْأَخْلَاق صَعب الممارسة كثير الدعاوي لَا يعْتَقد فِي أحد من أقرانه من الشُّعَرَاء مثل الأبله وَابْن الْمعلم وَغَيرهمَا شَيْئا وَيَقُول أَنا أسحب ذيلي عَلَيْهِم فضلا ومزية وَأنْشد الْملك الظَّاهِر قصيدة يذكر فِيهَا الْقَنَاة الَّتِي أجراها بحلب وَهِي الْكَامِل
(دون الصراة بَدَت لنا صور الدما ... لَا أَدَم صيران الصريم وَلَا الْحمى)