(شَكَوْت إِلَيْهِ أَن نقبت قلوصي ... فَرد جَوَاب مشدود الصفاد)
(يضن بناقةٍ ويروم ملكا ... محالٌ ذاكم غير السداد)
وَهِي طَوِيلَة ذكرهَا صَاحب الأغاني فِي تَرْجَمَة فضَالة
وَقيل إِن هَذِه الْقِصَّة تمت لفضالة نَفسه فَلَمَّا ولي عبد الْملك سَأَلَ عَنهُ فَقيل مَاتَ فَأمر لوَرثَته مائَة نَاقَة برا وَتَمْرًا
وهجا فضَالة عَاصِم بن عمر بن الْخطاب فاستعدى عَلَيْهِ عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فهرب فضَالة حَتَّى أَتَى يزِيد بن مُعَاوِيَة فَعرفهُ ذَنبه فأعاذه وَكتب إِلَيْهِ إِن فضَالة أَتَانِي واستجار بِي وَإنَّهُ يحب أَن تهبه لي وَضمن أَنه لَا يعود لهجائه فَقل ذَلِك عَاصِم فَقَالَ فضَالة يمدح يزِيد
(إِذا مَا قريشٌ فاخرت بقديمها ... فخرت بمجدٍ يَا يزِيد تليد)
(بمجد أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم يزل ... أَبوك أَمِين الله غير بليد)
(بِهِ عصم الله الْأَنَام من الردى ... وَأدْركَ تبلاً من معاشر صيد)
(ومجد أبي سُفْيَان ذِي الباع والندى ... وحربٍ وَمَا حَرْب العلى بزهيد)
(فَمن ذَا الَّذِي إِن عدد النَّاس مجده ... يَجِيء بمجدٍ مثل مجد يزِيد)
٣ - (ابْن النَّاقِد)
)
أَبُو الْفَضَائِل ابْن النَّاقِد الْمُهَذّب كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا وعالماً مَذْكُورا وَكَانَ يَهُودِيّا مَشْهُورا بالطب والكحل إِلَّا أَن الْكحل كَانَ أغلب عَلَيْهِ وَكَانَ كثير المعاش وَكَانَ أَكثر الطّلبَة يشتغلون عَلَيْهِ وَهُوَ رَاكب فِي وَقت دورناه وافتقاده للمرضى
وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَأسلم وَلَده أَبُو الْفرج وَكَانَ كحالاً أَيْضا
أَتَى إِلَى أبي الْفَضَائِل صَاحب لَهُ من الْيَهُود ضَعِيف الْحَال وَطلب مِنْهُ أَن يرفده بِشَيْء فأجلسه عِنْد دَاره وَقَالَ لَهُ معاشي الْيَوْم لَك بختك رزقك وَركب حِمَاره وَدَار على المرضى والرمدا وَلما عَاد أخرج عدَّة الْكحل وفيهَا قَرَاطِيس كَثِيرَة مصرورة وَجعل يفتحها شَيْئا بعد شَيْء فيجحد مِنْهَا مَا فِيهِ الدِّينَار وَالْأَكْثَر وَمَا فِيهِ الدَّرَاهِم الناصرية وَمَا فِيهِ دَرَاهِم السوَاد فَكَانَ ذَلِك مَا يُقَارب الثلاثمائة دِرْهَم وَقَالَ لَهُ وَالله مَا أعرف الَّذِي أَعْطَانِي الذَّهَب من الدَّرَاهِم
٣ - (الناصرية من الدَّرَاهِم السَّوْدَاء)