التّلف وحملهما إِلَى منزل مُحَمَّد السَّرخسِيّ عبد أَن استصفى أموالهما وَكَانَ ابْن إِسْرَائِيل وَأَبُو نوح عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور أشارا على المعتز بقتل صَالح ابْن وصيف فَقبض عَلَيْهِمَا وَفعل بهما ذَلِك إِلَى أَن مَاتَا وَكتب إِلَيْهِمَا أَبُو عَليّ الْبَصِير وهما فِي السجْن
(من كَانَ حبسكما أنساه عهدكما ... فلست عهد كَمَا مَا عِشْت بالناسي)
(وَكَيف يسلوكما من لم يجد عوضا ... مستخلفاً عنكما من سَائِر النَّاس)
(وَإِذا تذكرت أيامي الَّتِي سلفت ... قطعت فِي إثْرهَا نَفسِي بأنفاسي)
(أَيَّام آوي إِلَى طود ومنعته ... أَرْكَانه بكما عالي الذرى راس)
(أَشْكُو إِلَى الله لَيْلًا بت أسهره ... كَأَن أنجمه شدت بأمراس)
(وقرحةً فِي سَواد الْقلب لَيْسَ لَهَا ... إِلَّا تجدّد تِلْكَ الْحَال من آس)
٣ - (صفي الدّين بن كريم الْملك)
أَحْمد بن أسعد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن بكران المزدكاني صفي الدّين أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن كريم الْملك كَانَ من سلالة الوزراء وَذَوي الْعشْرَة الظرفاء تولى بِدِمَشْق وبعلبك فَسَار فِي خدمته سير الْأُمَنَاء ومولده بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي ببعلبك سنة خمس عشرَة وست مائَة قَالَ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه وَمن خطه نقلت الْمَذْكُور رَحمَه الله ذكر أَنه كَانَ قد عزم على السّفر إِلَى الديار المصرية ليخدم بهَا الْملك الْمعز عز الدّين فروخشاه بن شاهنشاه ابْن أَيُّوب لأمر ضَاقَ صَدره بِالشَّام بِسَبَبِهِ فَهَتَفَ بِهِ فِي النّوم هَاتِف تِلْكَ اللَّيْلَة وأنشده هَذِه الأبيات فِي نَومه)
(يَا أَحْمد اقنع بِالَّذِي أُوتِيتهُ ... إِن كنت لَا ترْضى لنَفسك ذلها)
(ودع التكاثر فِي الْغنى لمعاشر ... أضحوا على جمع الدَّرَاهِم وَلها)
(وَاعْلَم بِأَن الله جلّ جَلَاله ... لم يخلق الدُّنْيَا لِأَجلِك كلهَا)
وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا
(كَيفَ طابت نفوسكم بفراقي ... وفراق الأحباب مر المذاق)
(لَو علمْتُم بحالتي وصبائي ... وبوجدي ولوعتي واحتراقي)
(لرثيتم للمستهام الْمَعْنى ... ووفيتم بالعهد والميثاق)
٣ - (أَبُو الْخَلِيل ابْن صفير)
أَحْمد بن أسعد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن وهب بن حمدون أَبُو الْخَلِيل الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن صفير من سَاكِني المأمونية قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي وَسمع من شهدة الكاتبة وَمن خَدِيجَة بنت النهرواني وَمن جمَاعَة من هَذِه الطَّبَقَة ثمَّ سَافر إِلَى همذان وَقَرَأَ الْقُرْآن على الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن الْعَطَّار وَسمع مِنْهُ وسافر إِلَى غَيرهَا وَسمع من أَشْيَاخ أَصْبَهَان وَسمع بهراة وَحصل