وَقَالَ ابْن أبي أصيبعة وَكَانَ من الأكابر المتميزين فِي الْحِكْمَة والطبيعي والطب وأصول الدّين وَالْفِقْه وَكَانَ فَقِيها فِي الْمدرسَة العذرية وَله مجْلِس للمشتغلين عَلَيْهِ وَحكى من أمره مَا حكى وَقَالَ إِن بعض الَّذين كَانُوا مَعَه حكى أَنه لما دفع فِي تِلْكَ الهوة تحطم فِي نُزُوله وَكَأَنَّهُ تعلق فِي بعض جوانبها أَسْفَل بثيابه قَالَ فبقينا نسْمع أنينه نَحْو ثَلَاثَة أَيَّام وَكلما مر يَوْم يضعف وَيخْفى حَتَّى تحققنا مَوته ورجعنا عَنهُ
قَالَ وَمن أعجب مَا يحْكى أَن القَاضِي رفيع الدّين وقف على نُسْخَة من هَذَا الْكتاب يَعْنِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء وَمَا كنت ذكرته فِي تِلْكَ النُّسْخَة وطالعه فَلَمَّا وقف على أَخْبَار السهروردي تأثر من ذَلِك فَقَالَ ذكرت هَذَا وَغَيره أفضل مِنْهُ مَا ذكرته وشار إِلَى نَفسه ثمَّ قَالَ وإيش كَانَ من حَال شهَاب الدّين إِلَّا أَنه قتل فِي آخر أمره وَقدر الله تَعَالَى أَن رفيع الدّين قتل أَيْضا)
وَذكر ابْن أبي أصيبعة قصيدة مدحه بهَا أَولهَا الْكَامِل
(مجد وَسعد دَائِم وعلاء ... أيد الزَّمَان ورفعة وسناء)
بِبَقَاء مولنا رفيع الدّين ذِي الْجُود العميم وَمن لَهُ النعماء
٣ - (عبد الْعَزِيز المنوفي)
عبد الْعَزِيز بن عبد الْغَنِيّ بن أبي الأفراح سرُور بن أبي الرَّجَاء سَلامَة بن أبي الْيمن بَرَكَات بن أبي الْحَمد دَاوُد ويتصل بالْحسنِ الْمثنى بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الينبعي الْمجِيد الإسكندري المولد أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ مولده سنة سبع وست مائَة وأنشدنا لنَفسِهِ بِجَامِع عمر بن الْعَاصِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة الطَّوِيل
(وجدت بقالي عِنْد فقد وجودي ... فَلم يبْق حد جَامع لحدودي)
(وألفيت سري عَن ضميري ملوحاً ... يرمز إشاراتي وَفك قيودي)
(فَأَصْبَحت مني دانياً بمعارف ... وَقد كنت عني نَائِيا لجمودي)
(وَمن عين ذَاك الْأَمر حكم مُبين ... لتحقيق ميراثي وَحفظ عهودي)
(فَمن مبتدا فرقي فتوتي ووجهتي ... إِلَى مُنْتَهى جمعي يكون سجودي)
(وعاكف ذاتي مُطلق غير مطرق ... وبادي صفاتي قد وفى بعقودي)
(وَإِن أَمرتنِي نشأتي غير نسبتي ... فَصَالح آبَائِي نَذِير ثمودي)
(وَإِن أضرمت للحرب نَار فإنني ... أقابلها من همتي بجنودي)