الْفَيْض والخيال الهذياني وَكَانَ مَعْدُوم النظير فِي كثير من أَوْصَافه من التَّوَاضُع المفرط ولين الْكَلِمَة ورقة الْقلب وسلامة الصَّدْر توفّي ببعلبك قَاضِيا بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَلم ينله من جَمِيع مَا كَانَ باسمه من الجراية والجامكية إِلَّا قوته لَا غير وَلَا يسْأَل عَمَّا عدا ذَلِك وَمَات فَمَا خلف دِينَارا وَلَا درهما وَعَلِيهِ جملَة من الدّين فأبيعت كتبه لوفائها وَتُوفِّي أَخُوهُ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان قبله سنة إِحْدَى فَلم ترقأ لَهُ بعده دمعة وَدفن فِي تربة الزَّاهِد عبد الله اليونيني
٣ - (الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مَالك)
)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك الإِمَام البليغ النَّحْوِيّ بدر الدّين ابْن الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين الطَّائِي الجياني ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَامًا ذكياً فهما حاد الخاطر إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَالْعرُوض والمنطق جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول أَخذ عَن وَالِده وَجرى بَينه وَبَين وَالِده صُورَة سكن لأَجلهَا بعلبك فَقَرَأَ عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة مِنْهُم بدر الدّين ابْن زيد فَلَمَّا مَاتَ وَالِده طلب إِلَى دمشق وَولي وَظِيفَة وَالِده وسكنها وتصدى للأشغال والتصنيف وَكَانَ اللّعب يغلب عَلَيْهِ وَالْعشرَة حكى لي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود الْكَاتِب رَحمَه الله تَعَالَى حِكَايَة جرت لَهُ مَعَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري وَهِي غَرِيبَة وَمَا أوثر ذكرهَا وَحكى لي غَيره عَنهُ مَا يُوَافِقهَا من اللّعب وَكَانَ إِمَامًا فِي مواد النّظم من الْعرُوض والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَلم يقدر على نظم بَيت وَاحِد وَلَقَد حضرت إِلَيْهِ رقْعَة من صَاحبه فِيهَا نظم أَرَادَ أَن يجِيبه عَنْهَا بنظم فَجَلَسَ فِي بَيته من بكرَة إِلَى صَلَاة الْعَصْر وَلم يقدر على بَيت وَاحِد حَتَّى اسْتَعَانَ بجار لَهُ فِي الْمدرسَة على الْجَواب بعد مَا حكى ذَلِك لجاره وَقيل لي أَنه أمْلى على قَول أبي جلنك الْكَامِل