إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أَسد بن سامان أحد الْمُلُوك السامانية وهم أَرْبَاب الولايات بالشاش وسمرقند وفرغانة وَمَا وَرَاء النَّهر وَلما بعث بِعَمْرو بن اللَّيْث الصفار إِلَى المعتضد كتب لَهُ بِولَايَة خُرَاسَان وَسَيَأْتِي ذكره أَيْضا فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن اللَّيْث الصفار إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَكَانَ جواداً شجاعاً صَالحا بني الرَّبْط فِي المفاوز وأوقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف وكل رباطٍ يسع ألف فَارس وَأقَام الإقامات للمسافرين وَكسر التّرْك وَكَانُوا سَبْعمِائة قبَّة وَبعث إِلَيْهِم قواده وهم غَارونَ فَقَتَلُوهُمْ وَكَانَ طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن اللَّيْث قد استولى على فَارس بعد مَا أسر جده عَمْرو فأنفذ المعتضد بَدْرًا لقتاله فَبعث طَاهِر إِلَى إِسْمَاعِيل يسْأَله أَن يتوسط لَهُ عِنْد المعتضد وَقيل عِنْد المكتفي ليقره على فَارس وَيقطع عَلَيْهِ مَالا وَأهْدى طَاهِر إِلَى إِسْمَاعِيل هَدَايَا من جُمْلَتهَا ثَلَاث عشرَة جَوْهَرَة وزن كل وَاحِدَة مَا بَين السَّبع مَثَاقِيل إِلَى الْعشْرَة وَبَعضهَا أَحْمَر وَالْبَعْض أَزْرَق فقومت بِمِائَة ألف دِينَار فَكتب لَهُ إِلَى الْخَلِيفَة يشفع فِيهِ ويخبره بِحَال الْهَدِيَّة ويستأذنه فِي قبُولهَا فَكتب إِلَيْهِ لَو أهْدى إِلَيْك كل عَامل لأمير الْمُؤمنِينَ أَمْثَال ذَلِك كَانَ ذَلِك يسره وشفعه فِي طَاهِر وَلما توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ تمثل المكتفي فِيهِ بقول الشَّاعِر من المنسرح)