وَقلت أَنا فِيهِ لما قتل
(سمت همة الفخري حَتَّى ترفعت ... على هَامة الجوزاء والنسر بالنصر)
)
وَكَانَ بِهِ للْملك فَخر فخانه الزَّمَان فأضحى ملك مصرٍ بِلَا فَخر
[قطلوبك]
٣ - (قطلوبك الْكَبِير)
قطلوبك الْأَمِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بقطلوبك الْكَبِير المنصوري
قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله كَانَ مؤاخياً لسلار وَولي إمرة الحجوبية بِمصْر فعلمها عملا غر تَمنعهُ النِّيَابَة وَقل قدرهَا لجمع الْأُمَرَاء عَلَيْهِ والبراتية والوافدين وَمد السماط لعم وإفاضة الْخلْع عَلَيْهِم فأهم البرجية أمره خوفًا من قُوَّة شَوْكَة سلار فَأخْرج إِلَى الشَّام وَولي نِيَابَة طرابلس فكرهها واستعان بالأفرم فِي الْإِقَالَة مِنْهَا فأقيل
ثمَّ كَانَت بَينه وَبَين اسندمر الكرجي نائبهابعده مصاهرة كَانَ الْمعِين بن حشيش السَّاعِي فِيهَا
وَاسْتقر قطلوبك الْكَبِير بِدِمَشْق من مقدمي الألوف وَلم يمش إِلَّا مشي عُظَمَاء الْمُلُوك من فرط البذخ والتجمل وَعظم الْحَاشِيَة والغاشية مِمَّا لَا يقوم مغل إقطاعه بِثلث الكلفة لَهُ وَكلما إِنْفَاقه يزْدَاد وَلَا يعرف من ايْنَ مدده وَلَا بِأَيّ شَيْء طَالَتْ فِي الْإِنْفَاق يَده
وَظهر للأفرم وَهُوَ نَائِب الشَّام مِنْهُ كبر أفْضى إِلَى الْوُقُوع بَينهمَا
ثمَّ دخل الْحَاج بهادر وبكتمر الْحَاجِب وَغَيرهمَا فِي الْإِصْلَاح بَينهمَا فاصطلحا وأوجبوا على قطلوبك عمل الشكرانة فعلمها فِي المرج وَأنْفق فِيهَا مَا يُقَارب ثَلَاثِينَ ألف دِينَار مَا بَين طَعَام وشراب وخلع وتقادم للأفرم وحاشيته وللأمراء
وَكَانَت الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام لم تَنْقَطِع خيراتها وَكنت مِمَّن حضرها ونظرها وَهِي تزيد على الْوَصْف
وَالْتزم مرّة بدرك الرحبة سنة حملا على الْأُمَرَاء فجر نَحْو مائَة جنيب من الْخَيل غير المهجن كلهَا مجللات بالحرير ملبسات بحلي الذَّهَب وَالْفِضَّة جَمِيعهَا باسمه ورنكه
وَأقَام بالرحبة عشرَة اشهر غير مسافات رقّه
وَكَانَ يُقيم بِأَكْثَرَ الْجند المضافين إِلَيْهِ فَأَما جنده فَلَا يتَكَلَّف أحد مِنْهُم شَيْئا فِي مُدَّة بيكاره
وَحكى لي صاحبنا الشريف نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْحُسَيْنِي رَحمَه الله وَكَانَ من مصافيه من هَذَا مَا تعجب مِنْهُ
وَقَالَ لي كَانَ راتب شرابخاناته فِي رَمَضَان فِي كل يَوْم وزن خَمْسَة وَعشْرين رطلا)
بالدمشقي من السكر
وَبنى بالرحبة جَامعا وقصراً وميدان كرة ومنازل للجند