وخاطبني فِيهِ وَكَانَ يعرض عَلَيْهِ فِي كل يَوْم مَا يصل إِلَيْهِ بِمَا فِيهِ أُلُوف دَنَانِير وَيدخل فِي المكاسب الجليلة وَكَانَ رُبمَا قَالَ لَهُ فِي بعض الرّقاع كم قرروا لَك على هَذِه فَيَقُول كَذَا فَيَقُول لَهُ الْوَزير هَذِه تَسَاوِي أَكثر من ذَلِك إرجع إِلَيْهِم وَلَا تفارقهم إِلَّا بِكَذَا وَكَانَ مِمَّن خدمه فِي أَيَّام نكبته رجل يعرف بِيَعْقُوب الصايغ وَكَانَ عامياً ساقطاُ فقلده لما ولي الوزارة حسبَة الحضرة فَلَمَّا عزم الْوَزير على الشخوص إِلَى الْجَبَل جلس يَوْمًا للنَّظَر فِيمَا يحمل مَعَه من خزانته وَمن يشخص مَعَه من أَصْحَابه وخدمه وَيَعْقُوب حَاضر للخاصية الَّتِي كَانَت لَهُ بِهِ فَأمر بِمَا يحمل مَعَه فَمَا انْتهى إِلَى فصل مِنْهُ قَالَ لَهُ يَعْقُوب بغباوته وعاميته وَيحمل كفن وحنوط فتطير من ذَلِك وَأعْرض عَنهُ وَأخذ يَأْمر وَينْهى وَلما انْتهى إِلَى فصل من كَلَامه كرر يَعْقُوب ذَلِك القَوْل فَأَعْرض عَنهُ ضجراً وَفعل ذَلِك ثَالِثا فَقَالَ الْوَزير يَا هَذَا أتخاف عَليّ إِن أَنا مت أَن أَصْلَب أَو أطرح على قَارِعَة الطَّرِيق بِغَيْر كفن إِن تعذر الْكَفَن لفوني فِي ثِيَابِي وَمن شعره
(كِفَايَة الله خير من توقينا ... وَعَادَة الله فِي الماضين تكفينا)
(كَاد الأعادي فَلَا وَالله مَا تركُوا ... قولا وفعلاً وتلقيناً وتهجينا)
(وَلم نزد نَحن فِي سر وَلَا علن ... شَيْئا على قَوْلنَا يَا رب إكفينا)
(فَكَانَ ذَاك ورد الله حاسدينا ... بغيظه لم ينل تقدريه فِينَا)
٣ - (خطيب رنده)
عبيد الله بن عَاصِم بن عِيسَى بن أَحْمد الْخَطِيب أَبُو الْحُسَيْن الْأَسدي الرندي خطيب رندة بالراء وَالنُّون وعاملها ومسند الأندلس فِي وقته
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست ماية)
سمع الحافظين أبي بكر ابْن الْجد وَأبي عبد الله ابْن زرقون وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية
٣ - (الْهَاشِمِي أَبُو مُحَمَّد)
عبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ولد فِي حَيَاة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute