وَيُقَال فِيهِ إِنَّه عمل فِي هَذَا الطيلسان مِائَتي مَقْطُوع فِي كل مَقْطُوع معنى بديع وَقيل إِن الحمدوني وقف على أَبْيَات عَملهَا أَبُو حمْرَان السّلمِيّ فِي طيلسانه وَكَانَ قد بلي وَهِي من الْبَسِيط
(يَا طيلسانَ أبي حمْرَان قد برِمَتْ ... بك الحياةُ فَمَا تلتذّ بالعُمُرِ)
(فِي كلّ يومَين رفّاءٌ يجدّده ... هَيهاتَ ينفع تجديدٌ مَعَ الكِبَرِ)
(إِذا ارتداه لعيدٍ أَو لجُمعته ... تنكّب الناسَ أَن يبْلى مِن النظرِ)
وَذكرت هُنَا مَا كتبه نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب إِلَى السراج عمر الْوراق من الْبَسِيط)
(لَو فَرَّ بغلي منَ اصْطبلي لَقلتُ لمن ... يجْرِي وَرَاه تمهَّلْ أيّها الساري)
(فَفِي زُقاق سراج الدّين موقفُه ... أَو ذَلِك الخطِّ أَو فِي حَوْمة الدارِ)
(وطيلسان ابْن حَرْب قد سمعتَ بِهِ ... من طولِ بعثٍ وتردادٍ وتكرار)
فَأجَاب السراج ونقلتهما من خطه من الْبَسِيط
(أفْدي خُطاك وَلَو كَانَت على بَصرِي ... لَكَانَ فِي ذَاك تشريف لمقداري)
(وإنّ دَارك صان الله مالِكَها ... أعزُّ عنديَ من أَهلِي وَمن دَاري)
(وطيلسان ابْن حَرْب فِي ترددُّه ... قلبِي إِلَيْك من الأشواق فِي نَار)
(إِذا تمزّق ألفاكَ السرِيُّ لَهُ ... فِي رَفو بالٍ وَفِي حوكِ لأشعار)
٣ - (الشَّيْخ علم الدّين المنفلوطي الْمَالِكِي)
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الشَّيْخ علم الدّين المنفلوطي ثمَّ القنائي كَانَ من الْفُقَهَاء الصَّالِحين المعروفين بالمكاشفات والكرامات من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي الْحسن ابْن الصّباغ مالكي الْمَذْهَب كَانَ يغيب أوقاتاً كَثِيرَة وَرُبمَا استمرت غيبته الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة وتنحل عمَامَته وتنسحب خَلفه وَهُوَ ينشد من الْكَامِل
(لَا تُجْرِ ذكري فِي الْهوى مَعَ ذكرهم ... لَيْسَ الصَّحِيح إِذا مَشى كالمُقعَدِ)
قَالَ كَمَال الدّين الأدفوي فِي تَارِيخ الصَّعِيد قَالَ يَوْمًا وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَنا القطب غوث الْوُجُود كَذَا ذكره الشَّيْخ عبد الْغفار ابْن نوح فِي كِتَابه وَذكره غَيره وصنف كتابا وَذكر فِيهِ من كَلَام شَيْخه أبي الْحسن وَمن كَلَام شيخ شَيْخه عبد الرَّحِيم وَمن أَحْوَالهم نبذة وَغير ذَلِك وَفِيه أَحَادِيث واستدلالات دلّت على فهمٍ وَعلم وَفِيه مسَائِل فقهية ومقالات صوفية
وَتُوفِّي بقنا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة
٣ - (الشارعي)
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم مجد الدّين الشارعي الْمصْرِيّ الْمُحدث كَانَ شارباً فَاضلا سَمِعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي كثيرا بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى شَابًّا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة