مُحَمَّد مَا كَانَ على الأَرْض وَجه أبْغض إليّ من وَجهك وَمَا على الأَرْض وَجه أحبّ إليّ من وَجهك وَالله لَا يحمل إِلَى مَكَّة حَبَّة من طَعَام يسلمُوا فَقدم الْيَمَامَة فحبس عَنْهُم فشقّ ذَلِك عَلَيْهِم فَكَتَبُوا إِلَى النبيّ ص إِنَّك تَأمر بصلَة الرَّحِم وَإِن ثُمَامَة حبس عَنَّا الْحمل فَكتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحمل إِلَيْهِم وَكَانَ ثُمَامَة مِمَّن ثَبت حِين الرِّدَّة على الْإِسْلَام وَله مقَام مَحْمُود فِي الرَّد على مُسَيْلمَة وَلما)
أغْلظ لمُسَيْلمَة وَبرئ مِنْهُ قَالَ مَا قضيت حق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد
فَجمع بني حنيفَة فخطبهم فَقَالَ يَا بني حنيفَة إِنِّي أرى فِيكُم بغياً ولجاجة وَالْبَغي هَلَاك واللجاج نكد فِي كَلَام قَالَ فِيهِ وَإِنَّكُمْ وَالله لَو قاتلتم أمثالكم لما خفت أَن يغلبوكم وَلَكِنَّكُمْ تقاتلون النُّبُوَّة بالكهانة وَالْقُرْآن بالشعر وَالْأَنْصَار بالكفار والمهاجرين بالأعراب فَلَو كَانَ لنَادِم إِقَالَة أَو لشاك بَقَاء لم نكره أَن تذوقوا عواقب مَا أَنْتُم فِيهِ وَلكنه هَلَاك الْأَبَد
فأعظمه الْقَوْم أَن يُجِيبُوهُ وثبتوا على أَمرهم فَرجع مغضباً وَقَالَ من الطَّوِيل
(أهم بترك القَوْل ثمَّ يردني ... إِلَى القَوْل إنعام النبيّ مُحَمَّد)
(شكرت لَهُ فكي من الغل بَعْدَمَا ... رَأَيْت خيالاً فِي حسام مهند)
وَقَالَ من الطَّوِيل أَيْضا
(دَعَانَا إِلَى ترك الدّيانَة وَالْهدى ... مُسَيْلمَة الْكذَّاب إِذْ جَاءَ يسجع)
(فيا عجبا من معشرٍ قد تتابعوا ... لَهُ فِي سَبِيل الغي والغي أشنع)
مِنْهَا
(وَفِي الْبعد عَن دَار وَقد ضل أَهلهَا ... هدى واجتماع كل ذَلِك مهيع)
٣ - (رَأس الثمامية من الْمُعْتَزلَة)
ثُمَامَة بن أَشْرَس النميري
كَانَ جَامعا بَين سخافة الدّين والخلاعة مَعَ اعْتِقَاده بِأَن الْفَاسِق يخلد بالنَّار إِذا مَاتَ على فسقه من غير تَوْبَة وَهُوَ فِي حَال حَيَاته فِي منزله بَين منزلتين
وَانْفَرَدَ عَن أَصْحَابه الْمُعْتَزلَة بمسائل مِنْهَا قَوْله إِن الْأَفْعَال المتولدة لَا فَاعل لَهَا إِذْ يُمكن إضافتها إِلَى فَاعل أَسبَابهَا حَتَّى يلْزم أَن يضيف الْفِعْل إِلَى ميت مِثْلَمَا إِذا فعل السَّبَب وَمَات وَوجد الْمُتَوَلد بعده وَلم يُمكن إضافتها إِلَى الله تَعَالَى لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى فعل الْقَبِيح وَذَلِكَ محَال فتحير فِيهِ وَقَالَ المتولدات أَفعَال لَا فَاعل لَهَا وَمِنْهَا قَوْله فِي الْكفَّار وَالْمُشْرِكين