إِلَى تتش يستنجد بِهِ فَسَار إِلَيْهِ بِنَفسِهِ وَخرج أتسز إِلَى تلقيه فَقبض عَلَيْهِ تتش وَقَتله وَاسْتولى على مَمْلَكَته وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من شهر ربيع الآخر ثمَّ تملك حلب بعد ذَلِك سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة ثمَّ جرى بَينه وَبَين أَخِيه بركيا روق منافرات ومشاجرات أدَّت إِلَى الْمُحَاربَة فَتوجه إِلَيْهِ وتصافا بِالْقربِ من مَدِينَة الرّيّ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وانكسر تتش الْمَذْكُور وانكسر فِي المعركة ومولده سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَخلف وَلدين أَحدهمَا فَخر الْملك رضوَان وَالْآخر شمس الْمُلُوك أَبُو نصر دقاق
فاستقل رضوَان بِملك حلب ودقاق بمملكة دمشق وَكَانَ قد خطب لنَفسِهِ بالسلطنة وراسل الْخَلِيفَة بِأَن يخْطب لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب إِنَّمَا تصلح الْخطْبَة إِذا حصلت الدُّنْيَا بحكمك والخزائن الَّتِي بأصبهان وَتَكون صَاحب الْمشرق وخراسان وَلم يبْق من أَوْلَاد أَخِيك من يخالفك أما فِي هَذِه الْحَال فَلَا سَبِيل إِلَى مَا التمست فَلَا تعد حد العبيد وَليكن خطابك ضراعةً لَا تحكماً وسؤالاً لَا تخيراً وَإِن أَبيت قابلناك ورديناك وأتاك من الله مَا لَا قبل لَك بِهِ وَلما قتل تتش حمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد وطيف بِهِ ثمَّ وضع رَأسه فِي خزانَة الرؤوس
(تجنّي الْوَهْبَانِيَّة المعمرة)
تجنّي أم عتب الْوَهْبَانِيَّة عتيقة أبي المكارم ابْن وهبان شيخة مُسندَة معمرة وَهِي آخر من سمع فِي الدُّنْيَا من طراد الزَّيْنَبِي وَابْن طَلْحَة النعالي روى عَنْهَا أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَالشَّيْخ الْمُوفق والبهاء عبد الرَّحْمَن والناصح بن نجم الْحَنْبَلِيّ وَعبد الرَّحِيم بن عمر بن عَليّ الْقرشِي وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن النَّاقِد وَعبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن سكينَة وَأَبُو الْفتُوح نصر بن الحصري وَهبة الله بن الْحسن الدوامي وسيدة بنت عبد الرَّحِيم بن السهروردي وَمُحَمّد بن عبد الْكَرِيم السيدي وزهرة بنت حَاضر وفخر النِّسَاء بنت الْوَزير مُحَمَّد بن عبد الله بن رَئِيس الرؤساء ويوسف بن يحيى الْبَزَّاز وَأَبُو الْوَلِيد مَنْصُور بن عبد الله بن عفيجة وَإِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَيحيى بن القميرة وَآخَرُونَ وَقَالَ ابْن الدبيثي أجازت لنا وَتوفيت فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة