(سَورةَ السمّ فِي التعزّز أوْلىَ ... من شِفاءٍ بالذُلِّ فِي لدرياقِ)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(اضطرارُ الحُرّ الْكَرِيم إِلَى الدو ... نِ جَازَ غايةَ الْإِسْرَاف)
لَا يشين الْمجد المنيف وَلَا ينقص قدر الشريف فِي الإشرافِ
(هَل يعاب العطّار يَوْمًا إِذا أص ... بَحَ ذَا حَاجَة إِلَى كتّافِ)
لمّا ولي المستضيء الْخلَافَة وخلع عَلَى وزيره عضد الدّين أبي الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء خلع الوزارة دخل الحيص فَأَنْشد قصيدة مِنْهَا من الوافر
(أقولُ وَقَدْ تَوَلىَّ الأمْر حبرٌ ... وليٌّ لَمْ يَزَل أبدا تقيّا)
(وَقَدْ كُشف الظلام بمستضيءٍ ... غَدا بالخلق كلّهِمُ حفيّا)
(وفاض الجودُ والمعروفُ حَتَّى ... حسبناه حَباباً أَو أتِيّا)
(بَلَغْنا فوقَ مَا كنّا نُرَجّي ... هنيّاً يَا بني الدُّنْيَا هنيّا)
)
(سَأَلنَا الله يَرْزُقُنا إِمَامًا ... نُسَرُّ بِهِ فأعطانا نبيّا)
فَأَجَازَهُ عَنْهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالمستطرفية من نواحي بهرس فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات من الْخَفِيف
(يَا إمامَ الْهدى عَلوْتَ عَلَى ... الجودِ بملٍ من فضّة ونضار)
فَوهبت الْأَعْمَار والأمن والبلدان فِي ساعةٍ مَضَتْ من نهارِ فبماذا أُثني عَلَيْكَ وَقَدْ جاوزتَ فضل البحُورِ والأمْطارِ
٣ - (الحظيري الورّاق)
سعد بن عليّ بن الْقَاسِم بن عليّ بن الْقَاسِم بن الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْمَعَالِي الحظيري بِالْحَاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة الورّاق دلاّل الكُتُب كَانَتْ لَدَيْهِ معارف وَلَهُ نَظْمٌ جيّدٌ وأدب كثير صحب أَبَا الْقَاسِم عليّ بن أَفْلح الشَّاعِر وجالس الشريف أَبَا السعادات الشجري وَأَبا مَنْصُور الجواليقي وَأَبا محمّد ابْن الخشّاب وتفقّه عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وأحبّ الْخلْوَة والانقطاع فَخرج سائحاً وَطَاف بِلَاد الشَّام ثُمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ وجيهاً عِنْد أَهلهَا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَبَلغنِي أنّه اتُّهم فِي دينه وسُعِيّ بِهِ أنّه يرى رَأْي الْأَوَائِل ونما ذَلِكَ عَنهُ وخشي عَلَى مهجته فَفَارَقَ وَطنه وَخرج يرى السياحة