وَقَالَ كنت أقتات بخرنوب الشوك وورق الخس من جَانب النَّهر وَكَانَ يَقُول الْخلق حجابك عَن نَفسك ونفسك حجاب عَن رَبك مَا دمت ترى الْخلق لَا ترى نَفسك وَمَا دمت ترى نَفسك لَا ترى رَبك وَكَانَ يَقُول الدُّنْيَا أشغال وَالْآخِرَة أهوال وَالْعَبْد فِيمَا بَين الأشغال والأهوال حَتَّى يسْتَقرّ قراره إِمَّا إِلَى جنَّة وَإِمَّا إِلَى نَار وَكَانَ يَقُول الْأَوْلِيَاء عرائس الله لَا يطلع عَلَيْهِم إِلَّا ذَا محرم وَكَانَ يَقُول فتشت الْأَعْمَال كلهَا فَمَا وجدت فِيهَا أفضل من إطْعَام الطَّعَام أود لَو أَن الدُّنْيَا بيَدي فأطعمها الجياع
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر ولد لوالدي تسع وَأَرْبَعُونَ ولدا سبع وَعِشْرُونَ ذكرا وَالْبَاقِي إناث
٣ - (الْحَافِظ الرهاوي الْحَنْبَلِيّ)
)
عبد الْقَادِر بن عبد الله الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو مُحَمَّد الرهاوي الْحَنْبَلِيّ ولد بالرها سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية وَنَشَأ بالموصل كَانَ مَمْلُوكا لبَعض المواصلة فَأعْتقهُ وَطلب الْعلم وَهُوَ ابْن نَيف وَعشْرين سنة ورحل إِلَى الْبِلَاد النائية وَلَقي الْكِبَار وعني بِالْحَدِيثِ أتم عناية وَعمل الْأَرْبَعين المتباينة والإسناد والبلدان وَهَذَا شَيْء لم يسْبق إِلَيْهِ وَلَا يرجوه أحد بعده وَهُوَ كتاب كَبِير فِي مُجَلد ضخم من نظر فِيهِ علم سَعْيه وتعبه وَحفظه لكنه تكَرر عَلَيْهِ ذكر أبي إِسْحَاق السبيعِي وَذكر مُحَمَّد بن سعيد الْبُحَيْرِي نبه على ذَلِك الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي