وَمِنْه
(رَأَيْت من العجايب قاضيين ... هما أحدوثة فِي الْخَافِقين)
(هما أقتسما الْعَمى نِصْفَيْنِ قداً ... كَمَا اقْتَسمَا قَضَاء الْجَانِبَيْنِ)
)
(هما فأل الزَّمَان بهلك يحيى ... إِذْ أفْتَتح الْقَضَاء باغورين)
(وتحسب مِنْهُمَا من هز رَأْسا ... لينْظر فِي مَوَارِيث وَدين)
(كَأَنَّك قد جعلت عَلَيْهِ دنا ... فتحت بزاله من فَرد عين)
وَقَالَ جحظة لم أر أحفظ مِنْهُ لكل عين وَلَا أَجود شعرًا وَلم يكن فِي الدُّنْيَا صناعَة إِلَّا وَهُوَ يحفظها ويعملها بِيَدِهِ حَتَّى لقد رَأَيْته يعجن ويخبز وَقَالَ مُحَمَّد ابْن اسحق لَهُ من الْكتب جَامع الحماقات وحاوي الرقاعات كتاب المنادمة أَخْلَاق الرؤساء وَكَانَ المتَوَكل يرْمى بِهِ فِي المنجنيق إِلَى الْبركَة فَإِذا علا فِي الْهوى يَقُول الطَّرِيق الطَّرِيق جَاءَك المنجنيق حَتَّى يَقع فِي الْبركَة فتطرح عَلَيْهِ الشباك فيصاد وَيخرج وَهُوَ يَقُول
(وَيَأْمُر بِي ذَا الْملك ... فيطرحني فِي البرك)
(ويصطادني بالشبك ... كَأَنِّي بعض السّمك)
ويضحك لي هك هك وَقَالَ بَعضهم رَأَيْته بِبَعْض آجام سر من رأى وَهُوَ عُرْيَان لَا يواريه شَيْء وَبِيَدِهِ الْيُمْنَى باشق وباليسرى قَوس وعَلى رَأسه قِطْعَة رئة فِي حَبل مشدود بانشوطة وَفِي ذكره شعر مفتول فِيهِ شص قد القاها فِي المَاء ليصيد السّمك وعَلى شَفَتَيْه دوشاب ملطخ فَقيل لَهُ خرب بَيْتك مَاذَا تفعل فَقَالَ اصطاد بِجَمِيعِ جوارحي وَقد عقد لَهُ الآبى فِي الْكتاب السَّابِع من نثر الدّرّ بَابا فِي نوادره لَيْسَ فِيهَا مَا سقته لَهُ هَا هُنَا
٣ - (ابْن الصَّواف البغداذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن اسحق أَبُو عَليّ)
ابْن الصَّواف مُحدث بغداذ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل الصَّواف توفّي فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَثلث ماية
٣ - (ابْن شاهويه الشَّافِعِي أَبُو بكر الْفَارِسِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ ابْن شاهويه)
أَبُو بكر الْفَارِسِي الْفَقِيه الشَّافِعِي قَاضِي بِلَاد فَارس أَقَامَ بهَا مُدَّة وَبهَا مَاتَ وَله وَجه فِي الْمَذْهَب ووجوهه فِي الْمَذْهَب بعيدَة تفرد بهَا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثلث ماية ابْن النابلسي الشَّهِيد مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل بن نصر أَبُو بكر الرَّمْلِيّ الشَّهِيد الْمَعْرُوف بِابْن النابلسي قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ سجنه بَنو عبيد وصلبوه على السّنة وَكَانَ يرى قتال