٣ - (الحمزي)
إِدْرِيس بن عَليّ عبد الله الْأَمِير عماد الدّين الحسني الحمزي قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي اليمني أحد أُمَرَاء الطبلخانات بالدولة المؤيدية نَشأ بِصَنْعَاء وبلادها كَانَ إِمَامًا لَا يجارى وعالماً لَا يُبَارى أتقن الْعُلُوم وَسبق إِلَى الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم لَهُ الْأَدَب الْمَذْهَب وَكَانَ زيدي الْمَذْهَب رشحه أهل مذْهبه للْإِمَامَة وهمّوا بِأَن يقلدوه الزعامة فَنزع عَن الشان وَمَال إِلَى السُّلْطَان فأسكنه أقْصَى مَرَاتِب الْعليا وَكَانَت يَده الْيَد الْعليا جمع بَين الْكَرم والشجاعة وتقدّم فِي أَرْبَاب البراعة توفّي عَام ثَلَاثَة عشر وَسَبْعمائة فَمن ذَلِك قصيدة يمدح بهَا السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد
(عوجا على الرّبع من سلمى بِذِي قار ... واستوقفا العيس لي فِي ساحة الدَّار)
(وسائلاها عَسى تنبئكما خَبرا ... يشفي فُؤَادِي وَيَقْضِي بعض أوطاري)
وَمِنْهَا
(يَا رَاكِبًا بلّغن بني حسن ... وخصّ حَمْزَة قومِي عصمَة الْجَار)
(أنّ المؤيّد أسماني وقّربني ... واختارني وَهُوَ حَقًا خير مُخْتَار)
(أعطي وأمطى وأسدى كلّ عارفة ... يقصّر الشُّكْر عَنْهَا أَي إقْصَار)
(واختصّني بولاءٍ فزت مِنْهُ بِهِ ... فَأصْبح الزنّد منّي أيّما واري)
(فلست أخْشَى لريب الدَّهْر من حدث ... وَلَا أُبَالِي بأهوالٍ وأخطار)
(وَكَيف خوفي لدهري بَعْدَمَا علقت ... كفي بملكٍ شَدِيد الْبَطْش جبّار)
)
(الأروع الْأَغْلَب الغلاّب والأسد ال ... لَيْث الهصور الهزبر الضيغم الضاري)
(بِمن إِذا خَفَقت راياته خضعت ... لَهَا الْمُلُوك وخافت حكمه الْجَارِي)
(وقابلته بِمَا يهواه باذلةً ... مَا يرتضي من أقاليم وأمصار)
وَله وَقد جَاءَت الرُّسُل من مصر فِي سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة
(لم يأتك الرُّسُل من مصرٍ وساكنها ... إلاّ مؤدية حَقًا لكم يجب)
(وَحين لاحت قُصُور الْحصن لَاحَ لَهُم ... من نور وَجهك مَا لَا تستر الْحجب)
(واستقبلوا الْعَسْكَر الْمَنْصُور فانصدعت ... قُلُوبهم فَهِيَ فِي أَجْوَافهم تجب)
(كتائباً مثل ضوء الشَّمْس قسطلها ... كالليل لَكِن بهَا مِنْك القنا شهب)
(حفّت بهم فَرَأَوْا أسداً ضراغمة ... عاداتهم فِي الوغى إِن غولبوا غلبوا)
(وَكَيف لَا والأمين الرّوح يقدمهم ... فِي كلّ روعٍ وحيزوم بِهِ يثب)
(وعاينوا مِنْك وَجها طالما خضعت ... لَهُ الْوُجُوه وَقَامَت باسمه الْحَطب)