عظيمه والشنب حِدة فِي الْأَسْنَان والبادن السمين المتماسك المستمسك اللَّحْم الكراديس جمع كرْدُوس وَهُوَ كل عظمين التقيا فِي مفصل سَوَاء الْبَطن والصدر يُرِيد أَن بَطْنه غير مستفيض فَهُوَ مسَاوٍ لصدره أنور المتجرد يَعْنِي شَدِيد بَيَاض مَا جرد عَنهُ الثَّوْب رحب الرَّاحَة وَاسع الْكَفّ والخمصان الأخمص مَا ارْتَفع عَن الأَرْض من بَاطِن الْقدَم الصهل والصحل فِي رِوَايَة شبه البحة وَهُوَ غلظ فِي الصَّوْت لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من صَهِيل الْفرس والسطع طول الْعُنُق
٣ - (أخلاقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
سُئِلت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَنهُ فَقَالَت كَانَ خلقه الْقُرْآن يغْضب لغضبه ويرضى لرضاه وَلَا ينْتَقم لنَفسِهِ وَلَا يغْضب لَهَا إِلَّا أَن تنتهك حرمات الله فيغضب لله وَإِذا غضب لم يقم لغضبه أحد وَكَانَ أَشْجَع النَّاس وأسخاهم وأجودهم مَا سُئِلَ شَيْئا فَقَالَ لَا وَلَا يبيت فِي بَيته دِينَار وَلَا دِرْهَم فَإِن فضل وَلم يجد من يَأْخُذهُ وفجأه اللَّيْل لم يرجع إِلَى منزله حَتَّى يبرأ مِنْهُ إِلَى من يحْتَاج إِلَيْهِ لَا يَأْخُذ مِمَّا آتَاهُ الله إِلَّا قوت أَهله عَاما فَقَط من أيسر مَا يجد من التَّمْر وَالشعِير ثمَّ يُؤثر من قوت أَهله حَتَّى رُبمَا أحتاج قبل انْقِضَاء الْعَام انْتهى وَكَانَ من أحلم النَّاس وَأَشد حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها خافض الطّرف نظره الملاحظة وَكَانَ أَكثر النَّاس تواضعا يُجيب من دَعَاهُ من غنى أَو فَقير أَو حر أَو عبد وَكَانَ ارْحَمْ النَّاس يصغي الْإِنَاء للهرة وَمَا يرفعهُ حَتَّى تروى رَحْمَة لَهَا وَكَانَ أعف النَّاس وأشدهم إِكْرَاما لأَصْحَابه لَا يمد رجلَيْهِ بَينهم ويوسع عَلَيْهِم إِذا ضَاقَ الْمَكَان وَلم تكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لَهُ وَأَن أَمر تبَادرُوا لأَمره ويتحمل لأَصْحَابه ويتفقدهم وَيسْأل عَنْهُم فَمن مرض عَاده وَمن غَابَ دَعَا لَهُ وَمن مَاتَ اسْترْجع فِيهِ وَاتبعهُ الدُّعَاء لَهُ وَمن تخوف أَن يكون وجد فِي نَفسه شَيْئا انْطلق)
إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيهِ فِي منزله وَيخرج إِلَى بساتين أَصْحَابه وَيَأْكُل ضيافتهم ويتألف أهل الشّرف وَيكرم أهل الْفضل وَلَا يطوى بشره عَن أحد وَلَا يجفو عَلَيْهِ وَيقبل معذرة المعتذر إِلَيْهِ والضعيف والقوى عِنْده فِي الْحق سَوَاء وَلَا يدع أحدا يمشي خَلفه وَيَقُول خلوا ظَهْري للْمَلَائكَة وَلَا يدع أحدا يمشي مَعَه وَهُوَ رَاكب حَتَّى يحملهُ فَإِن أبي قَالَ تقدمني إِلَى الْمَكَان الْفُلَانِيّ يخْدم من خدمه وَله عبيد وإماء لَا يرْتَفع عَنْهُم فِي مأكل وملبس قَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ خدمته نَحوا من عشر سِنِين فوَاللَّه مَا صحبته فِي حضر وَلَا سفر لأخدمه إِلَّا كَانَت خدمته إِلَى أَكثر من خدمتي لَهُ وَمَا قَالَ لي أُفٍّ قطّ وَلَا قَالَ لشَيْء فعلته لم فعلت كَذَا وَلَا لشَيْء لم أَفعلهُ أَلا فعلت كَذَا وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَأمر بإصلاح شَاة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله على ذَبحهَا وَقَالَ آخر على سلخها وَقَالَ آخر على طبخها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute